إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 03:17:02

التقاطات من سيرة الكليم تتجلى فيها من أبعاد العبودية لله تعالى

التقاطات من سيرة الكليم تتجلى فيها من أبعاد العبودية لله تعالى ، وما يتصل بوحدة الأفعال ، وأن الكون كله بقبضة " الحي ّ القيّوم "!

- بعد ما كلف الكليم بالتوجه إلى الطاغية بالأمر الإلهي : "اذهب إلى فرعون إنه طغى " فتوجه إلى الله تعالى داعيا: { رَبِّ اشرح لِي صَدْرِي }وفيه إشارة إلى طلب النور الواقع في الروح لون إعداد لمواجهة " قاتل الأطفال "،وقوله : { وَيَسّرْ لِي أَمْرِي } إشارة إلى تحصيل ذلك ، وتسهيل ذلك التحصيل ، وعند ذلك يحصل الكمال في تلك الاستفادة الروحانية فلا يبقى بعد هذا إلا المقام البياني ، وهو إفاضة ذلك الكمال على الآخرين ، وذلك لا يكون إلا باللسان . فلهذا قال : { واحلل عُقْدَةً مّن لِّسَانِي } .

- وقد اختلف في تلك العقدة التي كانت في لسان موسى عليه السلام على قولين ، الأول : كان ذلك التعقد خلقة الله تعالى فسأل الله تعالى إزالته .

 الثاني : السبب فيه أنه عليه السلام حال صباه أخذ لحية فرعون ، ونتفها، فهمّ فرعون بقتله ،لأنه كان يَنتف ، فكيف يُنتف ؟فكان محرضا على التخوف منه ، وقال: هذا هو الذي يزول ملكي على يده ، فقالت امرأته آسية : إنه صبي لا يعقل ، وعلامته أن تقرب منه التمرة والجمرة ، فقربا إليه ، فأخذ الجمرة ، فجعلها في فيه!

- وهؤلاء اختلفوا ، فمنهم من قال: لم تحترق اليد ولا اللسان ، لأن اليد آلة أخذ العصا ، وهي الحجة ، واللسان آلة الذكر، فكيف يحترق؟ ولأن إبراهيم عليه السلام لم يحترق بنار نمروذ ، وموسى عليه السلام لم يحترق حين ألقى في التنور، فكيف يحترق هنا؟ ومنهم من قال : احترقت اليد دون اللسان لئلا يحصل حق المواكلة والممالحة .  - الثالث : احترق اللسان دون اليد، لأن الصولة ظهرت باليد، أما اللسان فقد خاطبه بقوله يا أبت .

- والرابع : احترقا معاً لئلا تحصل المواكلة والمخاطبة .

هذا ، ولو كان هناك نص لالتزم به دون سائر التفسيرات!