إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 04:46:06

للبكاء طعوم

البكاء من حيث هو سيل الدموع من المآقي لون واحد ، ولكن له طعوم بعدد بواعثه ، ومن هذه البواعث:

- قال الله تعالى في بكاء الحزن" تولوا و أعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون" فقدوا ما يتقربون به إلى الله فدرت عيونهم من لآليء الدموع التي تثقل الميزان يوم ينصب " الميزان "

- و قال الله في بكاء الفرح" وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" مست حقائق الحق شغاف القلوب فتفجرت العيون عيونا !

- و بكى {صلى الله عليه وسلم} على ابنه إبراهيم فقيل أتبكي يا رسول الله قال إنما هذه رحمة و من لا يرحم لا يرحم " للفراق لذعة تكوي فتسخن فتتكثف الدموع وتتحدر على الخدود !

- و أما بكاء السابقين - و بكاؤهم بكاء أهل الخشية - و المشتاقين و المحزونين ، و بكاء من أبكى الله تعالى و أضحكه ، و هو إذا نظر إلى جلاله أبكاه ، و إذا نظر إلى جماله أضحكه!

- من وراء هذه منزلة أخرى أشرف من هذه، و هو بكاء الدنو! فتلك غمرات القلب!! صاحب هذا قلبه منفرد في وحدانيته ، فإذا أدناه أبكاه للرقة التي تحل به ، فإذا رجع إلى مرتبته هابه ! فقلص دمعه ، وانتشفت الهيبة رقته فيبس ، فإذا أدناه رق فبكى ، فالدنو منه بر لعبده ، فالبر يرققه و يبكيه .