إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 04:53:46

قبسة مما في التفاسير

قبسة مما في التفاسير نسوقها لعلها تشعل الهمة فتوقدها ، لتتجه إلى الله تعالى بإخلاص ،وتسلم له سبحانه في كل ما يقدر :

"وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ "

بيّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة لنبيه صلى الله عليه وسلم ،والأمة من ورائه تتلقى المعنى، إنه إما أن يريه في حياته بعض ما يوعد أعداء الدعوة المجرمين من النكال والانتقام ، أو يتوفاه قبل ذلك ، فمرجعهم إليه- جل وعلا- لا يفوته شيء مما يريد أن يفعله بهم لكمال قدرته عليهم ، ونفوذ مشيئته جل وعلا فيهم ،

  - ولما كان إخبار الصادق بهلاك الأعداء مقراً لعين المؤمن , وكانت مشاهدة هلاكهم أقر لها , عطف على قوله {قد خسر}

 - {وإما نرينك} أي إراءة عظيمة قبل وفاتك {بعض الذي نعدهم} أي: في الدنيا بما لنامن العظمة ، كما دلت النون عليه ، فهو أقر لعينك {أو نتوفينك} قبل ذلك {فإلينا مرجعهم} فنريك فيما هنالك ما هو أقر لعينك وأسر لقلبك , فالآية من الاحتباك : ذكر أولاً الإراءة دليلاً على حذفها ثانياً , والوفاة ثانياً دليلاً على حذفها أولاً ؛

- و" ثم " في قوله : {ثم الله} أى المحيط بكل شيء {شهيد} أي بالغ الشهادة {على ما يفعلون*} في الدارين - يمكنأن يكون على بابها , فتكون مشيرة إلى التراخي بين ابتداء رجوعهم بالموت وآخره إلى بالقيامة , ليس المراد بقوله {شهيد} ظاهره , بل العذاب الناشئ عن الشهادة في الآخرة إلى أن الله يعاقبهم بعد مرجعهم , فيريك ما يعدهم لأنه عالم بما يفعلون.

- ولما كان في هذه الآية التهديد بالعذاب إما في الدنيا أو في الآخرة غير معين له صلى الله عليه وسلم واحدةً منهما , أتبعها بما هو صالح للأمرين بالنسبة إلى " رسول " إشارة إلى أن أحوال الأمم على غير نظام ، فلذلك لم يجزم بتعيين واحدة من الدارين للجزاء , وجعل الأمر منوطاً بالقسط , ففي أي دار أحكم جعله فيها , فقال تعالى : دالاً على أنه نشر ذكر الإسلام وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر من عهد آدم عليه السلام إلى آخر الدهر على وجه لم يحصل له اندراس في دهر من الدهور ، فمن تركه استحق العذاب سواء كان ممن بين عيسى ومحمد عليهما السلام أم لا ، فلا تغتر بما يقال من غير هذا