إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 05:47:09

لقطات من فحص سيرة الحياة بعامة

 - كلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر، وحظه من الراحة أقل، فهي كما قال المتنبي:

      " وإذا كانت النفوس كباراً تبعت في مرادها الأجسام "

وقال ابن الرومي:

 قلبٌ يظل على أفكاره وئد تمضي الأمور ونفسٌ لهوها التعب

 وقال يحيى بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة البدن" رواه مسلم .

- ولا ريب عند كل عاقل أن كمال الراحة في العواقب ، بحسب التعب في البدايات ، وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في الطريق إلى بلوغه، وإنما تخلص الراحة واللذة والنعيم في دار السلام، أما في هذه الدار فكلا، ولا يمكن أبداً؛ فمن أراد الراحة والنعيم واللذة فلن ينالها هاهنا في الدنيا؛ لأن الدنيا لابد أن تنغص بالمشاق والكدور والآلام والعناء، ولا يمكن أن تكون دار راحة ونعيم ولذة، وآية ذلك أن الأنبياء الذين هم أكرم الخلق على الله منهم من قتل، ومنهم من عانى المرض كأيوب عليه السلام، ومنهم من عانى الفقر، ومنهم من لقي الأذى، فجميع الأنبياء بلا شك عانوا وبذلوا وتعبوا في هذه الدنيا، وأوذوا فيها؛ لهوانها على الله سبحانه وتعالى، فليست هي دار إكرام عباد الله سبحانه وتعالى.