إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-12 05:49:12

واسطة العقد ...

"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا"

"عن أنس أن النبي {صلى الله عليه وسلم} صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال أثبت أحد فإنما عليك نبيٌّ وصديق وشهيدان " .

- يا لجمال العقد تنتظم فيه لآليء تسطع في أجواز فضاءات النفوس ، وتلتمع بما يخطف أبصار الأفهام!

- وللواسطة وقع أخّاذ لا ينتهي أسره ما دامت الدنيا ، وهناك في ساحة العرض تمتليء منه الأبصاربأشد مما امتلأت به ههنا البصائر !

- نسق الآية : نبوة وصديق وشهداء وصالحون ، والعطف " بحسن" ليس دون ذلك عمقا وأسرا!

- وفي الحديث إطلاقة نبوية بصيرة نسقت على النبوة الصديق والشهيدين !

- ورحبة الحياة الربانية سعدت بالنبوة ثم جاء الخليفة الصديق ، ومن بعده عمر وعثمان وعلي " الشهداء " الثلاثة ، رضي الله عنهم ، ولترعد أنوف لئيمة حرمت من أنوار الهداية بصائرها !

- وقد ختمت تلك الحقبة " الفخمة " بالحسن بن علي رضي الله عنهما !

- فأي ترتيب قدري أخّاذ هذا الذي رأته هذه الدنيا!

-  وما أسعد الأبصار والبصائر بهذا النسق البديع المذهل ، نصا وتأويلا للنص !

 ** وما أشد عمى من لم يشهد هذا الجمال الوجودي ، أو يلحظ " واسطة العقد " القدري هذه!!

- العقد!  الذي هو من تقدير من قال :" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" وصنعه !

- هذا ، والإصرار على" يكون " في الآية ، ليظل الفعل المنجز مصدر قرار للنفوس الطيبة إلى يوم العرض على الحكيم الخبير سبحانه!!