إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-24 15:17:04

على من تقوم الساعة ؟

علامات الساعة من الأمور السمعية ، وعليه ليس لنا من باب ندخل إليها منه إلا الأخبار التي جاءت في الآيات أو الأحاديث !والخطورة في التعامل مع الأخبار من هذا الضرب تمثلها مسألة تنزيل الخبر على الواقع دون إحاطة بأبعاد " الخبر " ووضعية " الواقع " وربما أفضى التسرع في الإسقاط الوقوع في الخطأ ! ومما جاء في الحديث الشريف من أخبار تتناول علامات الساعة بعد نزول المسيح عليه الصلاة والسلام علامة من علاماتها حيث تعطي الأرض من بركاتها ، وكذلك السماء ، وما يعقب ذلك قُرَيب قيام الساعة من قبض أرواح المؤمنين حتى لا يبقى إلا شرار الناس ، في خفة الطير وأحلام السباع ! قال من لا ينطق عن الهوى:                                                                "... ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ أَنْبِتي ثَمَرَتَكِ وَدِرِّي بَرَكتَكِ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةُ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقَحْفِهَا وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللَّقْحَةَ مِنَ الإبْلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ وَاللَّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللَّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخْذَ مِنَ النَّاسِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ الله رِيحاً طَيبَةً فَتَأْخذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُرِ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ "

- وقال أيضا { لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ } .

يُرْوَى بِرَفْعِ الْهَاءِ" اللهُ " وَنَصْبِهَا" اللهَ " فَإِنْ رُوِيَتْ بِرَفْعِ الْهَاءِ كَانَ مَعْنَاهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يَبْقَى مُوَحِّدٌ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِذَا نَصَبْت الْهَاءَ كَانَ مَعْنَاهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يَبْقَى آمِرٌ بِمَعْرُوفٍ ، وَلَا نَاهٍ عَنْ مُنْكَرٍ يَقُولُ : خَافُوا اللَّهَ ، وَحِينَئِذٍ يَتَمَنَّى الْعَاقِلُ الْمَوْتَ ،

 كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ } فيفهم أن الدنيا لا قيمة لوجودها إذا خلت من عبادة الله تعالى! وهنا تبرز منزلة العبادة التي خلقنا لها !