إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-24 15:39:48

غلام أمام الأمير ما أفصحه !

من مواقف الحرية الواعية ، والجرأة المؤدبة ، والوعي العجيب !

- قدم ذلك الصبيِّ الأعرابي ، الذي رضع الفصاحة من فضاء أفق البادية المفتوح ، وانطلقت روحه تجوب المعاني دون خوف أووجل ، أو قيد يكسر اللسان ! أودون أذن " طويلة " وظيفتها التقاط ما تهمس به الأسن على " خوف " من الرقيب، ليحلل ما يأخذ من أموال على ذلك !!وواءم ذلك ترجمان الجنان كل هذا الحشد من المؤهلات المعطاء،لسان فصيح يتقن صياغة الحروف، فما أبلغه ، وما أدقه في التعبير عما أكنه الضمير !يا لها من تربية صالحة لنفس فالحة ، تعجز المؤسسات " المعاصرة " عن بعضها !

- قدم الصبي مع وفد من قومه إلى الشام حيث سيِّدنا معاوية ابن أبي سفيان ( رضي الله عنهما ) ، وذلك بعد [ عام الجماعة ] الذي تنازل فيه سيُّدنا الحسن - رضي الله عنه - له فيه عن الخلافة ، فأخذ بعده يُخاطب بإمرة المؤمنين .

- وكان انحباس المطر عنهم لسنوات ثلاث متتاليات قد رسم على وجه البادية يبسا ممضا ، ينضح ظمأ  !

 - تقدم الصبيِّ ليتكلم عن الوفد !! فقال معاوية - رضي الله عنه - : أليس في القوم من هو أسنُّ منك ؟ .قال الصبيِّ : لو كان الأمر بالسن لكان بعض من في مجلسك أحقُّ بالخلافة منك ، وإنَّما المرء بأصغريه: قلبِه ، ولسانِه !

 - فقال معاوية : ويحك! تكلم ! .قال الصبيِّ : يا أمير المؤمنين ! أتتنا سنةٌ أذابت الشحم ، وأتتنا سنةٌ أذهبت اللحم ، وأتتنا سنةٌ دقت العظم !! ، وبيدكم فضول أموالٍ ، فإن كانت لنا .. فما أحوجنا اليوم إليها ، وإن كانت لكم .. فمن أحقُّ ببرِّ أمير المؤمنين منَّا ؟ ، وإن كانت لله .. فنحن عياله !! .قال الخليفة - رضي الله عنه - : أُعطوهم ما يكفيهم ، وأكرموهم ، ومييروهم .

طلاقة نفس استتبعت طلاقة اللسان !رباطة جأش سقتها حرية واعية ، وحاطها أدب جم !وخبرة بأمر المال الذي بيدالأمير! وحسن التأتي في استخلاص ما يريده منه !