إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-03-24 15:46:26

إذ يعدون في السبت

على طريق بناء فكري سليم وسلوك رباني :

إذا كان من اعتدى في السبت فصاد سمكا نهي عن صيده يوم السبت فحسب ، فما حال من يعتدي كل ساعة ، ويقتل النفس التي حرم الله قتلها إلى فيام الساعة؟

أيمكن أن نرى أنه من قتل ، أو أمر بالقتل ، ومن وقف في صف القاتل ، ومن سكت عنه سكوت رضا، قد مسخوا ، كلٌ بحسب موقعه من الجريمة ، والمسخ- هنا- " معنوي " على ما قرر العلماء !!!

وها هو ذا المشهد :إن مما يعاقب به المتحايل على شريعة الله تعالى ! وعقوبة المعاصي ، ولم أخبرنا الله تعالى عن أصحاب السبت ؟:

قال تعالى : "إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ "

وظل أصحاب السبت ملتزمين فترة من الزمن ، ثم أخذوا يتحايلون على أمر الله - عز وجل -

-  فقام أحدهم وأخذ الحوت وخزمه فى أنفه ، وربطه فى وتد على الشاطئ وأخذه يوم الأحد وأخذ يشوى السمك فيشم جاره رائحته فيسأله فيخبره الخبر، فيعمل مثله ، وبعضهم جعل يحفر الحفرة ويجرى لها نهراً من البحر فيفتح النهر يوم السبت فتأتى الأمواج بالحيتان فتلقيها فى الحفرة فإذا أرادت العودة لا تستطيع من قلة الماء،ثم فشت المعصية حتى أصبحت علانية .

- هنا قامت منهم طائفة تعظهم وتنهاهم عن هذا الفعل ، وتبين لهم أن هذا احتيال على أمر الله - عز وجل -

- و قالت طائفة ثالثة لهم {... لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً}فأجابت الطائفة الواعظة {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}وقد أخذ علينا ميثاق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولعلهم يتوبون إلى الله - عز وجل -

- وجاءت العاقبة، محددة بماقال تعالى {فَلَمَّا نَسُوا مَاذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}

فمسخهم الله - عز وجل - قردة بمعصيتهم ونجّى الناهين ، وأهلك الظالمين ، وسكت عن الساكتين.