إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-05-14 10:34:18

بالصبر والاحتساب واللجأ إلى الله ليكفينا ..

لست مع الأسماء المذكورة عينا ، وإنما مع لب الواقعة ، ليكون لنا من الموقف الكامل بصائر ! ومصابيح نرى بها سلوك الشارد عن رحاب الله ، واللائذ بجلاله سبحانه !ولنقطف الثمرة بما يعود على " الظالم " بالتوبة ،وعلى " المظلوم " بالصبر والاحتساب واللجأ إلى الله ليكفينا " شر الأشرار " !

*أدخل سعيد بن جبير على  الحجاج ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : سَعِيد بن جبير. قال : أنت شقي بن كسير. قال : بل أمي كانت أعلم باسمي منك. قال : شقيت أنت وشقيت أمك. قال : الغيب يعلمه غيرك.قال : لأبدلنّك بالدنيا نارا تلظى. قال :لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها. قال : فما قولك في محمد ؟ قال : نبي الرحمة وإمام الهدى. قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل. قال : فأيهم أعجب إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقي. قال : فأيهم أرضى للخالق. قال : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم. قال : أبيت أن تصدقني!! قال : إني لم أحب أن أكذبك. قال : فما بالك لم تضحك ؟ قال : وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين ، والطين تأكله النار. قال : فما بالنا نضحك ؟ قال : لم تستو القلوب! قال : ثم أمر الحجاج بأموال متنوعة الأجناس، فجمعها بين يدي سَعِيد بن جبير ، فقال له سَعِيد : إن كنت جمعت هذا لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح ، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا. فقال الحجاج : ويلك يا سَعِيد. فقال سَعِيد : الويل لمن زحرح عن الجنة وأدخل النار. قال الحجاج : اختر يا سَعِيد ، أي قتلة تريد أن أقتلك ؟ قال : اختر لنفسك يا حجاج ، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها في الآخرة. قال : فتريد أن أعفو عنك ؟ قال : إن كان العفو فمن الله ، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال : اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج من الباب ضحك ، فأخبر الحجاج بذلك ، فأمر برده فقال : ما أضحكك ؟ قال عجبت من جرأتك على الله ، وحلم الله عنك. فأمر بالنطع فبسط فقال : اقتلوه. فقال سَعِيد : " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مسلما ، وما أنا من المشركين"  قال : شدوا به لغير القبلة. قال سَعِيد :"فأينما تولوا فثم وجه الله) . قال : كبوه لوجهه. قال سَعِيد :  " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى "  قال الحجاج : اذبحوه. قال سَعِيد : أما إني أشهد  أن لا إله إلا الله وحده لا شَرِيك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة. ثم دعا سَعِيد الله وَقَال : اللهم ، لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. فذبح على النطع - رحمة الله عليه ، قال : وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة ،وذكروا أنه كان ينادي بقية حياته : مالي ولسَعِيد بن جبير ، كلما أردت النوم أخذ برجلي  ؟. قال سفيان : لم يقتل بعد سَعِيد بن جبير إلا رجلا واحدًا.