إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-05-14 10:39:01

المسلم تصوغه حقائق التنزيل !!

  •  في كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام "المنهج " الذي يصوغ تصور المسلم ، وسلوكه ، ومواقفه بعامة! وهذه إضاءة سطع بها الوحي ، حيث قال الله تعالى مادحا سلوكا ربانيا :

 " والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون " وقال : " وجزاء سيئة سيئة مثلها ، فمن عفا وأصلح فأجره على الله ، إنه لا يحب الظالمين "

  • قد مدحهم الله على الانتصار دون الاستيفاء ، أ والانتقام ، كما مدحهم على العفو ، والانتصار : يعني القدرة على استيفاء الحق ، فلما قدروا ندَبهم إلى العفو ! قال بعض السلف في هذه الآية: كانوا يكرهون أن يستذلوا ، فإذا قدروا عفوا ، فمدحهم على عفو بعد قدرة ، لا على عفو من ذل وعجز ومهانة !
  •  وهذا هو الكمال الذي مدح سبحانه به نفسه في قوله: " وكان الله عفوا قديرا " وفي أثر معروف :" حملة العرش أربعة ، اثنان يقولان سبحانك اللهم ربنا ، وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك ، واثنان يقولان سبحانك اللهم ربنا وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك " ولهذا قال المسيح صلوات الله وسلامه عليه : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " أي: أن غفرت لهم غفرت عن عزة ، وهي كمال القدرة وحكمة ، وهي كمال العلم ، فغفرت بعد أن علمت ما عملوا وأحاطت بهم قدرتك ، إذ المخلوق قد يغفر بعجزه عن الانتقام ، وجهله بحقيقة ما صدر من المسيء ، والعفو من المخلوق ظاهره ضيم وذل ، وباطنه عز ومهانة ، وانتقام ظاهره عز وباطنه ذل " فما زاد الله بعفو إلا عزا " لا انتقم أحد لنفسه إلا ذل ، ولو لم يكن إلا بفوات عز العفو، ولهذا " ما انتقم رسول الله لنفسه قط " وتأمل قوله سبحانه " وهم ينتصرون "كيف يفهم منه أن فيهم من القوة ما يكونون هم بها المنتصرين لأنفسهم ، لا أن غيرهم هو الذي ينصرهم ، ولما كان الانتصار لا تقف النفوس فيه على حد العدل غالبا ، بل لا بد من المجاوزة شرع فيه سبحانه المماثلة والمساواة وحرم الزيادة وندب إلى العفو!!!