من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2012-08-08 09:10:09

ما أرفع همّة رسمت حالتها التي تود أن تكون عليها يوم العرض على الله ...

ما أرفع همّة رسمت حالتها التي تود أن تكون عليها يوم العرض على الله ، ثم مضى صاحبها في طريق تحقيق تلك الحالة !!

- هذا نموذج من إجابة الدعاء بطعم عجيب ، يميط عن صلة مذهلة ، ومنزلة رفيعة بين العبد وربه ، وقد رقى بها الداعي بسر وقر في صدره إلى أن يقسم على الله " أن يفعل " أو يدعو فيجاب بما سأل ، وعلى الفور!

- روى إسحق بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، أن عبدالله بن جحش- رضي الله عنهما - قال له يوم أحد : ألا تأتي ندعو الله ؟ فدعا سعد فقال : اللهم إذا لقيت العدو غدا ، فلقني رجلا شديدا ً بأسه ، شديداحرده ، فأقتله فيك ، وآخذ سلبه ، فأمّن عبد الله ، ثم قال عبدالله : اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه ، شديداحرده ، أقاتله فيك ، ويقاتلني ، ثم يقتلني ، ويأخذني فيجدع أنفي وأذني ، فإذا لقيتك قلت : ياعبدالله ! فيم جدع أنفك وأذناك ؟ فأقول : فيك وفي رسولك ، فيقول : صدقت . قال سعد ، كانت دعوى عبدالله خيرا من دعوتي ، فلقد رأيته آخر النهار ، وإن أنفه وأذنه معلقان في خيط .

- فكان يقال لعبدالله : المجدّع في الله .

- دفن مع حمزة- رضي الله عنهما- في قبر واحد .

- هوحدد علامة خوضه المعركة في سبيل الله ، وقد وافق ماحدده ماقدّره الله أزلا .

- مافتح على سعد بدعاء مضارع لدعاء عبدالله ، ولعله خبيء بذلك ليشارك في فتوح بلاد فارس ،وإطفاء نار المجوس ، ولم يكن بعدما طويت غزوة أحد، ووقفنا على من استشهد فيها من شهدائها . .

- سعد طلب أن يلقى الرجل الذي له صفات القوة ليقتله بخلاف عبدالله ، فقد ذكر المصاولة من يلقيه الله إياه ، ثم سأل أن يقتل على يده ، وأن يترك أثرا في وجهه يلقى به الله يوم يلقاه ، هوجدع الأنف وقطع الأذن .

- اعتبر عبدالله مايلقاه في ساحة القتال رزقا سأل الله أن يسوقه إليه "ارزقني " .

- استحضار الوقوف غدا ً بين يدي الله تعالى ، وأنه مع شهوده هناك ،وما يجري من سؤال ممن يعلم السر وأخفى ،عن تلك الآثار التي تركها النزال في الأنف والأذنين قبل وقوعه ، ينبه به على ما يقرر في حق دافعه القلبي بقوله- تعالى- " صدقت " فيطرب بهذا التصديق قبل دخول المعركة أيما طرب !! هذه لاعجب فيها لأنها تربية الحقائق الإيمانية .

- كان حاضر النية عند دخول المعركة ، حيث يسأل يوم القيامة فيجيب : " فيك وفي رسولك " .