إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-05-14 10:43:10

ضرب علماء السلوك ، وتحريره ليكون ربانيا مثلا دقيقا لمسألة العفو والانتقام

 أن عبدين حراثين من عبيد الغلة ، ضرب أحدُهما صاحبَه ، فعفا المضروب عن الضارب نصحا منه لسيده ، وشفقة على الضارب أن يعاقبه السيد بما ضرب ، فشكر الذي عفا على عفوه ، ووقع من السيد بموقع الرضا! وعبدٌ آخرُ قد أقامه السيد بين يديه ، وجمّله وألبسه ثيابا يقف بها بين يديه ، فعمد بعضُ سواس الدوابّ وأضرابهم ، فلطخ تلك الثيابَ بالعَذرة ، أو مزّقها ، فلو عفا المعتدى عليه ههنا عمّن فعل به ذلك ، لم يوافق عفوه ما يرى سيده ، ولاعلى ما يحب ، وكان الانتصار أحبَ إلى السيد ، وموافقا لمرضاته، فكأنه يقول: إنما فعل هذا بكَ جرأةً عليّ ، واستخفافا بسلطاني ، فإذا أمكنه من عقوبته فأذله وقهره ، ولم يبق إلا أن يَبطش به ، فذلّ المعتدي ، وانكسر قلبه ، فإنّ سيده يحب منه أن لا يعاقبه عندها لحظة واحدة ،وذلك بعدما أخذ منه حقّ السيد، فيكونَ انتصاره حينئذ لمحض حق سيده لا لنفسه !!