إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-05-20 10:51:12

أنواع الوجود الحادث فيما نعلم ..

* أنواع الوجود الحادث فيما نعلم ، ومعرفتها تمكن من القيام بحق كل دار منها ، وإن كان أخطرها على الإطلاق " الدار الدنيا " التي نحن فيها الآن ، لأن ما بعدها يترتب عليها ، إذ بناء البرزخ على أن يكون " روضة من رياض الجنة " ثمرة للإيمان والعمل الصالح في هذه الدار !

- وأن تحظى بهذا التقسيم علما على الوجه السديد ينتفي ما يمكن أن يتسرب إلى النفس  مما   تلوكه  الخواطر في الصدور من إشكالات، إزاء عالم البرزخ ، أو الآخرة !! وإليك هذا التقسيم :

- جعل الله تعالى الدور ثلاثا: دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار، الدار التي نحن فيها ، وقد عرفنا عنها ما عرفنا ، وعالم البرزخ الذي ننقل إليه عبر بوابة الموت ، وهو من الغيب الذي أكدته النصوص ، ودار القرار التي سننقل إليها بنفخة " البعث " فإذا كل الموتى يبعثون إلى رحاب ساحة العرض على الله ، ومن ثمّ يغادر ساحة العرض فريق إلى " الجنة " وفريق آخر إلى " النار " بحسب ما زرع كل من الفريقين !!

* لكل دار من الدور الثلاث أحكامه :

- وجعل الله لكل دار أحكاما تختص بها، وركب الله هذا الانسان من بدن ونفس ، قال تعالى بشأن آدم عليه السلام - : " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين "

- وجعل أحكام دار الدنيا على الأبدان والأرواح تبع لها ، ولهذا رتبت الأحكام الشرعية على ما يظهر من حركات اللسان والجوارح ، إلا ما كان متعلقا بأعمال " القلوب "

- وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبع لها ، وكما تبعت الأرواح الأبدان التي كانت باشرت أسباب النعيم والعذاب في أحكام الدنيا ، فتألمت بألمها ، والتذت براحتها ، تبعت الأبدانُ في عالم البرزخ الأرواحَ في نعيمها وعذابها ، والأرواح حينئذ هي التي تباشر العذاب والنعيم .

* العلاقة بين البدان والرواح في كل من الدنيا وعالم البرزخ :

- فالأبدان- هنا- ظاهرة ، والأرواح خفية ، فهيَ على هذا كالقبور لها ، والأرواح- في عالم البرزخ - ظاهرة ، والأبدان خفية في قبورها ،وتجرى أحكام البرزخ على الأرواح فتسرى إلى أبدانها نعيما أو عذابا ، كما تجرى أحكام الدنيا على الأبدان فتسرى إلى أرواحها نعيما أو عذابا .

     - إن الأصل في الإيمان بعالم الغيب أن نتلقاه من نصوص القرآن والسنة ، لننال منزلة المؤمنين الذين أثنى الله تعالى عليهم بمثل قوله : " الذين يؤمنون بالغيب " !

  • ومن لطف الله تعالى بنا ورحمته وهدايته أن أرانا الله سبحانه  أنموذجا في الدنيا من تلك العوالم ،يتبدى لنا من حال النائم ، فإن ما ينعم به في نومه ، أو يعذب ، يجرى على روحه أصلا، والبدن تبع له ، وقد تقوى هذ التبعية حتى يؤثر في البدن تاثيرا  مشاهدا ما يجري على الروح  ، ومن ذلك أنك ترى النائم يقوم في نومه ويضرب – مثلا- كأنه يقظان ، مع أنه نائم لا شعور له بشيء من ذلك ، وأعجب ما يبين هنا أنك تجد النائمين في فراش واحد ، وهذا روحه في النعيم ، ويستيقظ وأثر النعيم على بدنه ، وهذا روحه في العذاب ، ويستيقظ وأثر العذاب على بدنه ، وليس عند أحدهما خبر عند الآخر، فأمر البرزخ أعجب من ذلك ، وذلك أن الحكم لما جرى على الروح استعانت بالبدن من خارجه ، ولو دخلت فيه لاستيقظ ، وخرج عن دائرة نومه ! فإذا كانت الروح تتألم وتتنعم ، ويصل ذلك إلى بدنها بطريق الاستتباع ، فكذلك في البرزخ على سبيل التقريب ، بل أعظم ، فإن تجرد الروح هنالك أكمل وأقوى ، وهى متعلقة ببدنها لم تنقطع عنه كل الانقطاع ! فإذا كان يوم حشر الأجساد ، وقام الناس من قبورهم ، صار الحكم على الأرواح والأجساد معا ظاهرا باديا ، وعلى أكمل صور الوجود .

* بالوقوف على نواميس الدورالثلاث التي أخبرنا الله عنها ، ومعرفة ما لكل من مواصفات ، يتبين  أن ما أخبر به الرسول من عذاب القبر ونعيمه ، وضيقه وسعته ، وضمته ، وكونه إمّا حفرة من حفر النار، أو روضة من رياض الجنة ، مطابق للعقل ، وأنه حق لا مرية فيه ، وأن من أشكل عليه ذلك فمن سوء فهمه ، وقلة علمه أتيَ ، فهو كما قيل

 وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم