إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-05-30 08:18:22

إضاءة نسوقها ...

*  إضاءة  نسوقها- ولا يزال أعداء الله ورسوله والصحابة يعملون سكاكينهم الفاجرة في رقاب الآباء ، ليدخلوا كل ساعة إلى رحاب المجتمع من الأيتام ما يطفئون به أحقادهم على من أطفأ لهم نارهم التي عبدت دون الله تعالى- !

" منزلة اليتيم في المجتمع الإسلامي " يميط عن جانب منها بعض ما بخزانتنا !  

 - عن ابن مسعود مرفوعا من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمر عليها يده نور يوم القيامة !

هي لمسة ، ولا أرق منها ، تدعو إلى تغطية رأس اليتيم بكف رحيمة حانية ، تملأ ذاته بنور أنس لعله يعوض عن فقده يد أبيه والحاني عليه حنو الأبوة ، فيعوض بما نطيق تعويضه به ، فكأنا نقول له بلسان اللمحة الرقيقة الناعمة : لا تبتئس حبيبنا ، فكل المجتمع معك !

*  لمسة تتجلى بترتيب الآيات ترتبا مذهلا تسدد الخطوات على الطريق الربانيّ !

- قال تعالى : " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا  بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ  "

- قال العلماء : قد قوبلت النعم الثلاث " الإيواء والهداية والإغناء " المتفرع عليها هذا التفصيل ، بثلاثة أعمال تقابلها ، وقد جاء  هذا التفصيل على طريقة اللف والنشر المرتب . وذلك ما درج عليه العلامة " الطيبي "  ويجري على تفسير " سفيان بن عيينة "

-  ووجه آخر : قد امتن الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلّم بثلاث. وثلاث منهن:

 1 - الاستقرار النفسي: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى

 2 - الاستقرار الفكري: وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى

  3 - الاستقرار الاقتصادي: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى .وهذا يجلي موقع اللطف من قلب اليتيم ،

 وهنا بعض التفصيل في هذا :

- قد قوبل ما في قوله : " فأما اليتيم فلا تقهر " بما في قوله : " ألم يجدك يتيماً فآوى " ذكر النعمة التي أنعم بها على " الحبيب " عليه الصلاة والسلام ،وطلب أن يشيع هذا السلوك عبر التكليف بين الناس ، ليكونوا على السنة الإلهية في الموقف الاختياري ! أي: فكما آواك ربك ، وحفظك من عوارض النقص المعتاد لليُتم ، فكن أنت مُكرماً للأيتام رفيقاً بهم ، فجمع ذلك في النهي عن قهره ، أي: فلا تزجره ولكن تفضل عليه بشيء أو رده بقول جميل ،" فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ " فقد ذقت طعم اليتيم. وقوبل السائل " بالسائل عن الدين والهدى " وهذا يجليه ما هدى به الله الرسول بداية ، وعبر العصمة ، فحفظه من كل كيد يدعو إلى الانزلاق !

-  وقد جاء تاج الشكر: " وَأَمَّا  بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "  على رأس هذا السلوك الرباني البناء !   

*  ما أظن أن نصا يبلغ من النفس مبلغه ، ويتغلغل في أعماقها ، ثم يأخذ بتوجيه السلوك توجيها ربانيا مثل هذا النص     - عن عمر رضي الله تعالى عنه مرفوعا: أن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ! فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي من أبكى هذا اليتيم الذي غيب أبوه في التراب ؟! فيقول الملائكة: أنت أعلم ! فيقول الله تعالى: يا ملائكتي! إني أشهدكم أن عليّ لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة !! " نقلت هذه الرواية من تفسير الألوسي " يا للروعة ! وما أعظم هذا الثواب ! وما المطلوب سوى دفقة حنان تبذل لمن فقد الحنان ! فتولاه الرحمن الرحيم ، ودعا عباده إلى أن يغنموا هذه المنزلة !

 - فكان عمر رضي الله تعالى عنه إذا رأى يتيما مسح رأسه وأعطاه شيئا! وما أدل هذا على ان الصحابة لم يعرفوا افصام بين " النص " والتطبيق !

 - هذا ، ولم يصح في كيفية مسحه شيء .