إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-06-06 02:41:29

من الحقائق التي إذا عَمّرت القلبَ تغذى بها خلق الصبر عن المعصية!

- قال عمر رضي الله عنه يبرز فاعلية " محبة الله " في صياغة السلوك وتسديده :

 " نعمَ العبدُ صهيبٌ ! لو لم يَخَف اللهَ لم يعصه " ففيه بيان أن " العبد " وهو هنا صهيب رضي الله عنه يمنعه من المعصية تمكن حبه لله ، وهذا يكفيه في الامتناع عن المخالفة ، مع أن الخوف من الله بهذه المثابة كذلك !

 - وذلك أن المحب الصادق عليه من محبوبه رقيب ، وهي رقابة امتزج فيها الحب والإجلال والتعظيم بنسب رائعة ، تتناسب مع اندفاعة النفس ، وبطئها في حركة الحياة ، وتستنفر بحسب قوة المغري وضعفه ! فتكون طاقة دفاعة في سبيل الطاعات ، ومكابح عند الإشراف على مزالق عارضة !

- من أقوى الأسباب في الصبر عن المخالفة  محبة الله ، ومما يفضي إلى زرع " المحبة " وسقيها التعرف إلى الله تعالى من خلال " كتابَي الله المقروء والمنظور" واستحضار نعمه على العبد ليبقى نظر القلب إليها في الغدو والرواح ! وقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها !          

 - إن امتلاء إناء القلب بجلال الله ، مما يورثه مقام " الخشية " إذ نص القرآن  أن الخشية ثمرة يانعة للعلم بالله : " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عزِيزٌ غَفُورٌ" ولاحظ الجمع في الآية بين اسمين من أسمائه تعالى "  العزيز الغفور "حيث يتألق معنيان مما على المكلف أن يتعرف غليهما ! إذ إن القلب عند اطلاعه على مظاهر العزة ، والتعرف إلى سعة " مغفرته " يكون في حالتي الخشية والرجاء معا، والآيات كثيرة تلك التي توقفنا على ما يتصل بالجلال والجمال ! فالجلال يمنع من المعصية بقدر تمكن أنواره من الذات ، والجمال يمنع من اليأس حالة زلة القدم تقع في غفلة عارضة ، ويدفع إلى رحاب التوبة !