إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-06-20 07:13:45

ما ذا ترى من أوجه الشبه بين أناس غبروا في الجاهلية الأولى

 

ما ذا ترى من أوجه الشبه بين أناس غبروا في الجاهلية الأولى ، ويرون أن القوة هي المنطق الذي يدللون به على ما هم فيه من ظلم فاش! ، وعلى سداد سلوكهم في الحياة ، وسمو نظامهم فيها ، وأناس في عصرنا على هذا السبيل ، وذاك المشرب ، ودليلهم على مذهبهم " القوة والافتراس "

  • وهنا نستعيرللمقارنة أبياتا من معلقة عمرو بن كلثوم اخترناها لكونها تجسد العلاقة بين الجاهلية الأولى التي كان فخرها بالقوة والبطش ، ولا تشم من حالهم أن لهم صلة بالحق ، إلا حق التسلط والطغيان ، والجاهلية المعاصرة التي كل همها أن تهدم الحياة التي لا تريد، وتهديمها لها هو دليل مشروعيتها في الوجود !
  • بأنَّا نوردُ الرَّاياتِ بيضاً ... ونُصدرهنَّ حمراً قد رَوينا
  • مَتَى نَنْقُلْ إِلى قَوْمٍ رَحَانا ... يَكُونُوا فِي الِّلقَاءِ لَها طَحِينا .
  • أي قوم حاربنا كانوا كالطحين للرحى ، ويريد بالرحي الحرب
  • يَكُونُ ثِفَاُلهَا  شَرْقِيَّ نَجْدٍ ... وَلَهْوَتُها قُضاعَةَ أَجْمَعينا ..
  • الثفال : خرقة توضع تحت الرحى لاستقبال ما يطحن، اللهوة: القبضة من الحب..
  • نَجُدُّ رُؤُوسَهُمْ فِي غَيْرِ بِرٍّ ... فَما يَدْرُونَ مَاذا يَتَّقُونا ..
  • ونجذ: نقطع ، و" في غير بر": أي لا نتقرب بدمائهم إلى الله تعالى كما نفعل في النسك، وهنا مفارقة خطيرة إذ يعلن الشاعر بقوة أنهم لا يتقربون إلى الله بما يسفكون من دماء ،وإنما هو تنفس جاهلى تنفثه صدورهم المتخمة كبرا ! بينما المعاصرون يسفكون الدماء بنية التقرب إلى الله كمن يتقرب بالفاحشة التي حرمها الله إلى الله تعالى ! أوكمن يتوضأ بالبول ليصلي !
  • قوله :" بماذا يتقونا " أي: نبادرهم من كل ناحية ، وهذا هو أسلوب الجاهلية المعاصرة في سفكها للدماء ، إذ ترسم للإحاطة بالأطفال والنساء حلقة تحيط بهم ، ثم تكون الإغارة التي تتنفس حقدا أصفر !
  • نَشُقُّ بِهَا رُؤُوسَ الْقَوْمِ شَقا ... وَنَخْتَلِبُ الرِّقَابَ فَتَخْتَلينا .
  • أي نجعل بالسيوف الرقاب خلى ، وهو الحشيش، ونخليها ك نطعمها ، فشبه الرقاب بالخلى .
  • علما أن المعلقة جميعها صياح شديد، يرفع فيه الشاعر نظام قبيلته " تغلب " على كل مَن حولها في نجد شرقيها وغربيها؛ فكل من حدثته نفسه منهم بالوقوف في وجهها الكالح كان مصيره الهلاك والدمار !