إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-06-20 14:10:39

خواطر جالت في النفس تتناول العلاقة بين الخوف والسلوك

 

  • لانقصد بالخوف هنا إلا الخوف من الله ، لأن المسلم الذي امتلأ صدره بحقائق الإيمان لا يخاف إلا من الله ، كما لا يرجو إلا الله ، لأنه على يقين أن الأمر كله لله ، وبيد الله ! ويرجع هذا الخوف والرجاء إلى مسألة الجلال والجمال، وطلب الرضا، والخشية من الغضب ! فابتغاء رضوان الله تعالى، والخشية منه وحده هو الأمر المهيمن على ذات المسلم !

ومما يعمر الباطن بالخشية والرجاء عمارة الظاهر بأفعال الشريعة ، بالأخلاق الربانية .

  • قال العلماء: عمارة الظاهر متنوعة ، منها أداء الواجب والمندوب ، ومنها النأي عن المكروه ، وترك الحرام .
  • وعمارة الباطن متنوعة كذلك، وهناك أخلاق في النفس تزرع فيها ، وتسقى عبر الممارسة ، وأخلاق يطلب اجتثاثها من قاع النفس عبر المجاهدة !
  • وهنا نجد أن الخائف الصادق في خوفه يسعى- دائما- في طلب الأمن مما يخاف منه بكل ما عساه يحققه له ، ومن سبل الوقاية مما يخاف- هنا- التذرع بالواجب أداء، وقد جاء أن الأبرار" يوفون بالنذر" ويسلكون سبيل المندوبات ، مما فيه دلالة على أنه لا ركون لهم إلى الدنيا ، ولا وثوق لهم بها ، وعليه ، فقد جمع الأبرار- على هذا- إلى كرم الطبع بالوفاء ، ورقة القلب ، شرفَ النفس بالانسلاخ من الفاني ، وقد جاء قوله تعالى فيهم: { ويطعمون الطعام } بحسب ما يتيسر لهم من الإطعام ، وقد أتى القيد الباهر{ على حبه } على حبهم إياه حباً هو في غاية المَكنة منه، وشهوتهم فيه ، وحاجتهم إليه ، لأن الإنسان قد يسمح بما لا يلذ له ، فهم- على هذا- كما قال تعالى : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}