في ظلال اللهفة العارمة التي نقلها لنا علام الغيوب

في ظلال اللهفة العارمة التي نقلها لنا علام الغيوب قرآنا يتلى هي لهفة الميِّت على قومه بقوله: [يا ليت قومي يعلمون] نرى معنى من المعاني الهامة !

هذا المعنى هو أن الكفر يرجع إلى الجهل ، أو العناد ، والكفر الذي يرجع إلى الجهل فمعالجته بالتعليم ، وقد قام الرسول عليه الصلاة والسلام ومن بعده المسلمون بهذه المهمة على اكمل وجه ، ويدخل في هذا السلوك التعليمي ما لهج به عليه الصلاة والسلام عقب " أحد " حيث دعا فقال : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "

وأما من كان كفره عنادا ، ولا يبعد عن هذا أمر المبتدعة الذين سعوا ببدعهم ليهدموا الإسلام من الداخل ، فلا تنفع معهم حيلة ، ولا يستجيبون لأي دليل ، ولو كان كالشمس وضوحا ! وهؤلاء قال فيهم ربنا جل جلاله : " ولئن أتيتَ الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك " وقال : " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون " فكبتُ هؤلاء لتحفظ الأمة من شرهم هو الدواء لناجع ، وللكبت ألف صورة وصورة ، يختار أنسبها في وقته .