إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-06-20 14:36:50

همسة ناعمة حافزة آسرة للقلب

 

- قال العارف بالله تعالى : من لم يردعه القرآن والموت فلو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع.

- ومن استعدَّ للموت جدَّ َفي العمل، وقصَّر الأمل.وهذا يفسر لم على الكيّس أن يكثر من ذكر الموت !!

* دندنات تستنبت في النفوس حياة تتألق بأنماط من السلوك !

-  قال شقيق البلخي رحمه الله: استعدّ إذا جاءك الموت أن لا تصيح بأعلى الصوت تطلب الرجعة ، فلا يستجاب لك.

- التذكير بالموت يحصل به إيقاظ القلوب من سباتها، وزجر النفوس عن التمادي في غيها وشهواتها، فيزيد الصالح في صلاحه، وأن يستيقظ الغافل قبل حسرته وقبل مماته.

- قال عون بن عبد الله: كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ، ومنتظر غدا لا يبلغه ، لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.

* سلوك يغذي القلب الحاضر مع الله ، ويبقى النفس يقظة بين يدي ما خلقنا لأجله ، لئلا تمحوه معافسة الدنيا ! ليل ساهر ، وشحن بالخير متصل ، وطاقة توظف لبناء الصلة المفضية لسعادة الأبد !

  • كان  عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه فيقف ليلا على القبور فيقول: يا أهل القبور! قد طويت الصحف ، وقد رفعت الأعمال ، ثم يبكي ! ثم يصف بين قدميه حتى يصبح ، ثم يرجع فيشهد صلاة الصبح.

* الزهد مقام يتحقق بمعرفة كل من الدنيا التي هي دار ممقر ، ومنقضية لا محالة ، والآخرة التي دار القرار، وإليها المصير!!

- إن من أعظم ما يعين على الزهد الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة .

- ومن التطبيقات لهذا السلوك : قول مالك بن مغول: قيل للربيع بن أبي راشد: ألا تجلس فتحدث؟ قال: إن ذكر الموت إذا فارق قلبي ساعة فسد عليّ قلبي! قال مالك ولم أر رجلا أظهر حزنا منه.

-  عن الربيع بن خثيم قال: ما غائب ينتظره المؤمن خير له من الموت.

* موازين تسدد السلوك في دروب الدنيا !

-  عن مسروق قال: ما غبطت شيئاً بشيء كمؤمن في لحده ! قد أمن من عذاب الله واستراح من الدنيا!

- ذلك أنه من المعلوم- شرعاً وعقلاً وبداهةً- أن الدنيا دار فناء ، لا دار بقاء ... فالموت هذا الذي حير الأطباء .. ولم يجدوا له دواء .. لم ينج منه إنسان حتى الأنبياء ... وحتى الصحابة الفضلاء .. وشرب من كأسه  التابعون والأولياء .. لكنهم رحلوا عنا ، وقد أخذوا حاجتهم !وتزودوا لغايتهم !

- وقد كان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " ... الرحيل من هذه الدنيا عام: الفقراء والأغنياء ..الظالم والمظلوم ، كلهم فيه سواء ، وعند الله تجتمع الخصوم !..

الدنيا في نظر الصواب دار ممر .. لا دار مقر ..وسنة الله بالرحيل عنها هادم اللذات ... ومفرق الجماعات ، وقاطع كل الشهوات ، وكفى بالموت واعظاً !

- إنها الحقيقة التي سماها الله في قرآنه " بالحق " فقال تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ.) - لا ينبغي للمؤمن أن يتخذ الدنيا وطناً لا رحيل عنه ، لأن ذلك من باب الأماني الفارغة، فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر: يهيء جهازه للرحيل،قال الناصح لنا كما أخبر الله تعالى :" يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ "

* قواف تغزل لنا قصة الدنيا ، وتفحص عن علاقة النفس بها ، وترفع الستار لنرى دار البقاء ، فتهتز لها الأرواح ، وتتجه بقوة لطلبها !! كلماتها معطرة بالصدق ، ومغموسة بحياض النصيحة ! قال فيها صائغها:

- النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ... أن السلامة فيها ترك ما فيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ... إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخير طاب مسكنها ... وإن بناها بشر خاب بانيها

لا تركنن إلى الدنيا وما فيها ... فالموت لاشك يفنينا ويفنيها

واعمل لدار غد رضوان خازنها ... والجار أحمد والرحمن ناشيها

رياحها طيب والمسك طينتها ... والزعفران حشيش نابت فيها

** ألوان من العطاء الخير الناصح الذي يكشف لنا عن كثير مما نحن بأمس الحاجة إليه من الحقائق !

وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح الترغيب والترهيب) قال نام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حصير فقام وقد أثر في جنبه قلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.- وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ولا وطناً، فينبغي للمؤمن أن يكون حاله فيها على أحد حالين: إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة، همه التزود للرجوع إلى وطنه، أو يكون كأنه مسافر غير المقيم البتة، بل هو ليله و نهاره، يسير إلى بلد الإقامة، ولهذا وصى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابن عمر أن يكون في الدنيا على أحد هذين الحالين، وتأمل في حديث ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال : أخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" في صحيح البخاري .

  • انظر إلى الحديث  بعين البصيرة ، وأمْعِنِ الفكر فيه ، واجعل له من سمعك مسمعا ، وفي قلبك موقِعاً ، عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد !
  •  ثمة حالتان رصدهما الربانيون للموقن بالله ولقائه !
  •  - قالوا : هذا الحديث أصلٌ في قصر الأمل، وقد بَيَّن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن حال المسلم في الدنيا يدور بين حالين كما يلي:• أحدهما: أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا يتخيل الإقامة، لكن في بلد غربة، فهو غير متعلق القلب في بلد الغربة، بل قلبه معلق بوطنه الذي يرجع إليه. قال الحسن: المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، له شأن وللناس شأن.
  •  لما خلق آدم أسكن هو وزوجته الجنة، ثم أهبطها منها، ووعدا الرجوع إليها، وصالح ذريتهما، فالمؤمن أبداً يحن إلى وطنه الأول.
  • الحال الثانية : أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم البتة، وإنما هو سائر في قطع منازل السفر حتى ينتهي به السفر إلى آخره، وهو الموت، ومن كانت هذه حاله في الدنيا، فهمته تحصيل الزاد للسفر، وليس له همة في الاستكثار من الدنيا، ولهذا أوصى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جماعة من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب، ففي حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ليكف الرجل منكم كزاد الراكب.

* فواكه من حدائق العارفين :

- كان عطاء السليمي يقول في دعائه: اللهم ارحم في الدنيا غربتي، وارحم في القبر وحشتي، وارحم موقفي غداً بين يديك"

- وما أحسن قول يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموتى نادماً مع الخاسرين.•

* في مضمار التطبيق نجد أن الفاروق قدم  الشام ، فتلقاه أمراء الأجناد ، فقال أين أخي أبو عبيدة ؟ فقالوا : يأتي الآن ، فجاء على ناقة مخطومة  بحبل ، فسلم عليه ، وساءله كما هي سنته مع الأمراء ! حتى أتى منزله ، فلم ير فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله !! فقال له عمر: لو اتخذت متاعا ! قال: يا أميرالمؤمنين ! إن هذا يبلغنا المقيل !!!

  • هو يأخذ من الدنيا ما يكفيه ليصل إلى الدار الآخرة !!