إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-07-04 16:54:28

همسة ناصحة تحذر من الكيل بالمكيال المادي وحده ، ومن الغفلة عن إنكار المنكر ولو بالقلب !

 

- معلوم أن الشرك بالله هو أعظم جريمة يمكن أن يرتكبها الجنس البشري على هذه الأرض، لكن لو سمع رجل يقول: ألفاظ الشرك ، أو يفعل ما يدل دلالة قاطعة عليه، أو يسب الله ورسوله ، أو يسخر من القرآن ، ولم يستفظع ذلك ، أو ينكر بأدنى درجات الإنكار، وأضعفها ،  لدل ذلك على بلاء عقدي خطير قد حط في النفوس !إلا أن يكون جهلا بما هو شرك ، أوبما هو من المكفرات ! وهذا بلاء جهلي أقسى من الأول سطوة على أركان الإيمان ! على أن الغفلة عن إنكار المنكر يورث النفوس تعودا عليه ! وربما بلغ الأمر بالنفوس إلى الإنكار على من ينكر ذلك المنكر بعد حين ! لأنه صار أمرا معتادا  لديها!!

- وهذه موازنة بين سلوكين يمكن معها التعرف إلى اختلال المعاني في كثير من النفوس ! حيث يسمع الكفر و لايترك في النفس ما يتطلب موقفا ، ويرى السارق لشيء من الدنيا فما هو الموقف منه!

- أقول : في المقابل لو أن إنسانا سرق شيئا ، وفرّ بما ، للحق به الجميع حتى يمسكوا به ، ويشبعونه لكما وسبا وتهديدا ! فهل سرقةُ شيء من المال أعظم من الشرك بالله ؟! بالبداهة: لا، ولكن الناس يكيلون بميزان المادة، لهيمنته على القلوب ، فما كان مادياً اعتبروه جريمة ، وما لم يكن كذلك اعتبر أمراً عادياً ، تماما كما اعتاد كثيرون على رؤية المرأة دون حجاب ، فلا تحرك فيهم  أن ما عليه هذه المرأة ليس شرعيا ! وللإدمان على رؤية المرأة بهذه الصورة انطلقت صيحات تنصر السفور، وأنه  هو الصواب ، وأنه لم يرد في شأن الحجاب أمر ولا نهي !!

- إن التعود على رؤية المنكر يصير إلى أن يكون المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً، هذا التغير في الحكم  يأتي بالتدريج ، وعبر التقصير في الإنكار، ولو بالقلب !