إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-07-11 07:45:07

أخذت سيرة فرعون الطاغية مساحة من التنزيل

أخذت سيرة فرعون الطاغية مساحة من التنزيل ، فكانت درسا للأجيال اللاحقة على أنه كان ظاهرة آثمة فاجرة ، بلغ به الطغيان زباه حيث قال : " أنا ربكم الأعلى" وتناولت نهايته غريقا بين لجج الأمواج ، وعلى أن هذه الظاهرة تتكرر في المجتمعات ، وتظل المقارنة بين طغيان وطغيان ، وعاقبة مؤكدة وعاقبة على نحو آخر ! ولا يبعد أن يخلص من يجري هذه المقارنة إلى أن الفرعون اللاحق قد فاق فرعون القرون الخالية ، بل ، وتركه في الشر كأنه " لا شر له " ! هذا ، وقد جاءت تفاصيل في نص قرآني تكشف عن التطابق المذهل بين ملأ فرعون الجثة ، وبطانة المعاصر، وجوقة التصفيق له ، وإليك ما زعمتُ ، فإن وجدته صادقا فالحمد لله ، وإلا فأستغفر الله العظيم : " وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ * قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "

واحدة هي " لب المقارنة " : تحريض الملأ لفرعون- وهو لا يحتاج إلى تحريض إذ يحرضه خوفه على " كرسيه " الذي يراه من الحق الثابت له ، والإرث الشرعي عمن سبقه من آبائه - ليقضي على كليم الله موسى ، والجريمة هي أنه إن لم يقض عليه نشر" موسى عليه السلام " الفسادَ في الأرض ! وأدعك مع أمواج من التعجب تستحوذ عليك جراء هذه التهمة ، وعمق دجل تلك البطانة التي هي أشد إفسادا من رئيسهم !!