إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-07-18 09:38:21

الزبيدي وأبو جهل

هذا هو رسولنا عليه الصلاة والسلام في مناصرة المظلوم ، والوقوف في وجه الظالم ، وإحقاق الحق ، وكبت الباطل ! وهو أسوة لكل مسلم ، وبخاصة العلماء ، لأنهم " ورثة الأنبياء "

 كان شأن زعماء الجاهلية في الهيمنة على السوق ! واحتكار عالم المال والأعمال ، فكان المجتمع لا يسلم  من ظلم هذه العقلية الجاهلية التي تسعى جاهدة لتستعبد العباد، وتمتلك البلاد كلها بكل ما فيها ، وفي السابق ادعى فرعون " الربوبية "  ، وأعلن على مسامع أهل مصر قائلا:" أليس لي ملك مصر " ! وقد جسد أبو جهل هذه التمساحية المتسلطة!

قال يزيد بن رومان: بينا رسول الله {صلى الله عليه وسلم} جالسا في المسجد معه بعض أصحابه ، إذ أقبل رجل يقول: يا معشر قريش! كيف تدخل عليكم المادّة ، أو يُجلب إليكم جَلبٌ ، أو يحل تاجرٌ بساحتكم ، وأنتم تظلمون مَن دخل عليكم في حرمكم ؟! يقف عليهم حلقة حلقة ، حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله :ومن ظلمك ؟ فذكر أنه قدم بثلاثة أجمال ، كانت خيرة إبله ، فسامه أبو جهل ثلث أثمانها ، ثم لم يَسُمهُ بها لأجله سائم ، قال: فأكسد عليّ سلعتي وظلمني ! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: وأين أجمالك ؟ قال: هي هذه بالحزورة ! فقام رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ومعه أصحابه ، فنظر إلى الجمال ، فرأى جمالا فرها ، فساوم الزبيدي حتى ألحقه برضاه ، فأخذها رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فباع جملين منها بالثمن ، وأفضل بعيرا باعه ، وأعطى أرامل بني عبد المطلب ثمنه ، وأبو جهل جالس في ناحية من السوق لا يتكلم ، ثم أقبل إليه رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقال : يا عمرو! إياكَ أن تعودَ لمثل ما صنعت بهذا الأعرابي فترى مني ما تكره !! فجعل يقول: لا أعود يا محمد ! لا أعود يا محمد ! فانصرف رسول الله {صلى الله عليه وسلم}

إن المسلم لا يمسك طاقة يمكن أن يبذلها في الدفع عن المظلوم ، وانصافه ، ولا يكتفي " بالاسترجاع " ألا ترى أنه- عليه الصلاة والسلام- قام مع مع من استنجد به مباشرة ، ودون تباطؤ حتى نصره !