من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2013-07-21 03:54:08

يكشف لنا من لا ينطق عن الهوى عن بعض خصائص شهر رمضان لنحسن التعامل معه !

قال أَبِو هُرَيْرَةَ ، قال رَسُولِ الله- صلى الله عليه وسلم- : " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَنَادَى مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ و َيَا بَاغِي الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ.".

قوله " غلقت " فيه إشارة إلى اجتناب أعمال أهل النار ، النأي عن تصوراتهم !

وفي قوله " فتحت " نفح للأرواح من ريح الجنة الذي به تنشط النفوس لترتقي إلى مقام التقرب بالطاعة من حضرة " القدوس " !

وفي قوله " يا باغي الخير ..." دعوة من الكريم إلى رحاب الخيرات التي بها تنال الدرجات ! وكما يتقرب بفعل الخيرات يتقرب باجتناب الشرور! فما أحكم هذه الشريعة ن وما اروع ما تبنيه من حياة الناس الغارقة في " الخير " والنائية عن " الشر " فما أقمأ من ناكفها عداء لها ! ما أجهله !

قال لي قائلهم : كيف يقال " صفدت الشياطين " ونرى المجرم يعربد أشد ما يعربد في " رمضان " ؟!

نقول- بداية- هذه خبر ممن لا ينطق عن الهوى يتناول أمرا من أمور الغيب ، والإيمان به مطلوب ثمرة من ثمرات الإيمان !

ذكر:" تغلق- وتفتح- وينادى " بعد تصَفد، فيه إبعاد العوائق والملهبات على المعصية والمغريات بها عن طريق العبد ، وإعطاؤه فرصة ، حيث تزاح العلل فتظهر النفس دون صوارف ، ويظهر ما فيها من رغبة في التوجه إلى الله دون مغالبة العوائق ، عسى أن يذوق من لذائذ الطاعة ، ونفحات التوجه ، حتى إذا ما أطلق المُصَفدّ ، كان مشحونا بنفحات الإقبال ، ولذة الانتصار، فيكون أقدر على المقارعة ، وتجاوز الصواد على طريقه إلى الله ! وعليه ! إذا بقي الإنسان على فجوره ، بل وزاد فيه ، معنى ذلك أنه صار من أنجب تلامذة رأس الضلالة ، وصار شريكا له في الإضلال ، ومصنعا للشر، وواحدا من أنجب أفراد حزبه الشيطاني ! بهذا يُفهم فجورُ الفاجر مع التصفيد !