من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2013-07-21 03:56:35

قامة المسلم المعنوية عصيّة على الإذلال

**قامة المسلم المعنوية عصيّة على الإذلال ، بما وقر في حنياها من حقائق تخلصها لله وحده ، ولا تأذن لها بالالتفات إلى أي مخلوق فوق هذه الأرض ، على خطا الخليل لما عرض له جبريل قال : أما منك فلا ، وأما منه فعلمه بحالي يغنيني عن سؤالي !

فالمسلم قد أيقن أن الله وحده هو الذي يدبر الأمر ، ويصرف المقادير، ومن العلم الإلهي الذي علمنا إياه- عليه الصلاة والسلام - عن طريق " الغلام ! " ابن عباس ، وهو يبني باطنه بلبنات الحقائق المشرقة !! ما أخبرنا به- رضي الله عنهما- حيث يقول : " كنتُ خَلفَ النبيّ- صلى اللّه عليه وسلم- يوماً فقال : " يا غُلامُ ! إني أعَلِمُكَ كَلِماتٍ : احْفَظِ اللَّهَ يَحْفظْكَ، احْفظِ اللهَ تَجدْهُ تجاهَكَ، إذَا سَألْتَ فاسألِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللهِ؛ وَاعْلمْ أنَّ الأُمَّة لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفتِ الصُّحُفُ " حديث حسن صحيح؛ رواه الترمذي.

 وفي رواية غير الترمذي زيادة " احْفظِ اللهَ تَجدْهُ أمامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعْرِفكَ في الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أنَّ ما أخْطأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ " وفي آخره " وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً ".