إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-08-01 08:24:17

التربية بالمجالسة والحال ...

إذا كان الجليس الصالح كبائع المسك ، أقل ما منه أن تشم منه الرائحة العطرة ،  فبم توصف مجالسة الحبيب عليه الصلاة والسلام ؟ وما يكون منه من نور وعطور ؟

قال أبو عثمان النهدي- رضي الله عنه- عنه ، وكان من كتاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم}: لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة ؟ قلت: نافق حنظلة ! قال: سبحان الله ، ما تقول؟ قلت : نكون عند رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يذكرنا بالنار والجنة ، كأنا رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله {صلى الله عليه وسلم} عافسنا الأزواج والأولاد، والضيعات ، نسينا كثيراً! قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا ، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله ! فقال رسول الله: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله ! نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً!

يتقن الصحابي مراقبة أحواله ، وما تكون عليه من ارتقاء حاله كونهم في مجلسه- عليه الصلاة والسلام- وما يطرا عليها من تغير حال ممارسة شؤون المعاش ! وقد نعت هذا التغير بأنه النفاق ! ثم سارع إلى الطبيب يعرض حاله عليه ليجد الوصفة الربانية لما يشكو منه ! ! فما الذي قرره- عليه الصلاة والسلام –

قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة ً وساعة ً  " ثلاث مرار"

مصدران للارتقاء : العندية الربانية ، مما يجلي عظمة تأثير الصحبة ، والثاني ك الذكر !وإذا كنا لم نكرم بالمجالسة فقد بقيت لنا رياض الجنة ، وهي مفتوحة دون تعطل أو منع لأي راتع !!

بالذكر نرقى لنصافح من الملأ الأعلى ، وما أسماه !

 مما كان من أمر تربيته- صلى الله عليه وسلم- لأصحابه- رضي الله عنهم- التربية بالحال ، وهي لون إفاضة منه- عليه الصلاة والسلام- على آنية الصحابة ، وقد تحققت بالمجالسة ، وأحيانا بوضع الكف الشريفة على صدر الصحابي مع التوجه الذي يكتسح كل ما يمكن أن يتسرب في غفلة إلى النفس ! بل لعلها منه نقلة ينقل بها الصحابي من قعر الكون إلى" قمة الشهود "

في يوم من الأيام الربانية ينعم بها الصحابة بصحبة خير الخلق ، ويحققون السياحة في رحاب القرآن كلام الله تعالى ! سَمِعَ أُبَيّ بْنُ كَعْبٍ قِرَاءَة من أحدهم فأَنكَرَهَا ، ثمَّ سَمِعَ قِرَاءَةً سِوَاهَا ، وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأَمَرَهُمَا فقَرَآ عَلَيْهِ ، فحَسَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَأْنَهُمَا قَالَ أبيّ : فَسَقَطَ فِي نَفْسِي مِنْ التَّكْذِيبِ وَلَا إذْ كُنْت فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ غَشِيَنِي ضَرَبَ فِي صَدْرِي ففِضْت عَرَقًا ، وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إلَى اللَّهِ فرَقًا " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ : يَا أُبَيُّ ، إِنَّهُ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ ".