إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-08-26 02:57:51

عمق الافتقار إلى الله ، والآثار المترتبة على هذه الحقيقة !

قال- تعالى- : " إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا "

وقال : " إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا "

المسلم لا يزول اضطراره ، ولا إلى الله افتقاره !

أن يظل القلب مستغرقا بمعنى الافتقار إلى الله ، يبقيه موصولا بالقويّ الغنيّ سبحانه ، ويقي النفسَ من " فيرس " الاستغناء المتوهم عن الله ، الذي يدفع به في طريق " الطغيان "

الإنسان ببداهة العقل مفتقر إلى الله في وجوده ، بل ، وبكل مقومات هذا الوجود : من هواء ، وطعام وشراب ، ومكان وزمان ، وشمس وطاقة ، وهذه الظاهر كلها قائمة بالله ، لا بذواتها التي سبقت بالعدم ، وهو- وحده- الذي تفرد بإيجادها ، وأقام ما بينها وبين الإنسان ما أقام من التواؤم !

من حقائق التوحيد بعد تفرد الله بالإيجاد أن كل ذرات الوجود مفتقرة إلى " الحيّ القيوم " بعد وجودها ، فظهورها على " شاشة " الكون " لا يغنيها عن " الإمداد " ليستمر لها وجودها الممنوح لها!

سطعت من النص مظاهر اسم الله المهيمن ، فالظرف الكوني يمسكه الله عن الزوال ، إذ الزوال له صفة ذاتية ، ووجوده عارض !

المظروف لا يقل افتقارا عن ظرفه كما نصت الآية الثانية ، فنحن لولا الله لما وجدنا ، ولولا إمداده لنا لما استمر لنا وجود !