إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-08-09 09:18:24

حدد مراده من هذه الدنيا بناء على مجموعة من الحقائق الإيمانية ، وسعى إليه ، فأعطاه الله ماأراد

عن شداد بن الهاد أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به ، واتبعه ، ثم قال : أهاجر معك ، فأوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه ، فلما كانت غزوة ، غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ً ، فقسم ، وقسم له ، فأعطى أصحابه ماقسم له ، وكان يرعى ظهرهم ، فلما جاء دفعوه إليه ، فقال : ماهذا ؟ قالوا قسم قسمه لك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذه فجاء به إلى النبي فقال : ماهذا ؟ قال : قسمته لك . قال : ماعلى هذا تبعتك ، ولكني اتبعتك على أن أرمي إلى هاهنا -  وأشار إلى حلقه-  بسهم فأموت فأدخل الجنة ، فقال : إن تصدق الله يصدقك ، فلبثوا قليلا ً ، ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي- صلى الله عليه وسلم - يحمل قد أصابه سهم حيث أشار ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أهو هو ؟ قالوا : نعم ، قال : صدق الله فصدقه ، ثم كفنه النبي في جبته ، ثم قدمه فصلى عليه ، فكان فيما ظهر من صلاته : اللهم هذا عبدك ، خرج مهاجرا في سبيلك ، فقتل شهيد ، أنا شهيد على ذلك "  أخرجه النسائي .

- الجنة هي الهدف الذي حدده السعيد ، والشهادة بوابة الوصول إليها .

- اختبرت نيته بما قسم له ، فنجح في الاختبار أروع نجاح . 

- أن يحدد موضع السهم ، ويظهر ماقدر الله أزلا على ماحدد ، يدل على قراءة واعية للقدر ، وموافقة قل نظيرها ، وفيه وجهان وجه إلى السابقة ، وآخر إلى السعي في مضمار الاختيار الراشد .

- لم ينشغل بما قدر الله له ، مع إيمانه به ، وهو من الغيب ، إنما بذل طاقته ليخرج من دار التكليف إلى دار التشريف عبر جسربذل الروح رخيصة تعانق الشهادة .

- هو كما في النص " أعرابي " أسلم لتوه ، فدخل مدرسة الإسلام ، فامتلأت نفسه من الحقائق ، وتلألأت أنوار الجنة في عين بصيرته ، فأذهلته عن كل زخارف الفانية ، ولو كانت غنيمة حلالا  قدمتها يد مباركة .

- من معاني الصدق مع الله ألا يرتجي الصادق إلا رضاه .

- انتصب الأعرابي مدرسا بأفصح تعبير، وأروع مضمون ، يدعو إلى التحقق بمقام الصدق الذي أثنى الله على من رسخت قدمه فيه ، بقوله : ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه )([1]) .

 



[1] - الآية 23 من سورة الأحزاب