إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-10-24 11:00:33

ميزان عادل جاءت به الشريعة !!

ضبط المشاعر الغاضبة هو المنهج الشرعي ، وتدمير سطوة الانتقام صفة الجاهلية الشقية!

فكيف كانوا في الجاهلية يعبرون عن غضبهم إذا ما غضبوا من أحد ؟ وبم جاء الإسلام ؟

نسوق هذا لئلا نكون- ونحن نتردى رداء الإسلام الذي هو نسيج رباني- جاهليّ التصرف حال " الغضب "

ينشد شاعر الجاهلية " عمرو بن كلثوم " يكشف عن أنيابه وقومه في الحرب :

 متى ننقلْ إلى قومٍ رحانَا ** يكونوا في اللِّقاء لها طِحِينَا

ألا لا يَجْهَلَنْ أحدٌ عَلَينا  ** فَنجهَلُ فوقَ جَهلِ الجَاهِلينا

نَجُذُّ رُءوسَهُمْ فِي غَيْرِ بِرٍّ **  فَمَا يَدْرُونَ مَاذَا يَتّقُونا

هذه نافذة نطل منها على مشهد من حياة الجاهلي مقاتلا !

وجاء الإسلام ، فإذا من جملة ما فيه ، يسدد العلاقة مع الأعداء الذين اعتدوا علينا ، قال - تعالى - : "

" فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "

جاء التعبير بقوله " فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ " بدلا من فادفعوا عنكم عدوانهم ، وسمى الدفع عدوانا لتمسك النفس عن مطلق الانطلاقة في " المعركة "

وحدّد الإذن بالدفع بالمثلية ، ليضبط فورة " الغضب " لئلا تشتط الغضبة، فتكون هوجاء بلا مكبح !

ولهذا المعنى جاءت لؤلؤة النص " وَاتَّقُواْ اللَّهَ " لكبح جماح النفس حالة " الفورة "

فمن تجاوز ، فقد تخلت عنه " معية " الله ، ومن فقدها فأنى له " أن ينتصر !!