إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-08-09 09:19:07

أي صلة تلك برب السماء والأرض ؟ وأي أفق من التوجه المجاب من السميع العليم الذي قال للعباد ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )

يجلي هذه الصلة وذاك التوجه المشهد الذي  فيه : أنه جاء رجل إلى بيت الإمام أحمد - رحمه الله - فقال : إن أمي مقعدة منذ سنين ، وإنها أوصتني أن آتي إليك ـ لتدعو الله - تعالى - لها ، فغضب الإمام ، وقال : أنا أدعو الله تعالى لها ؟ أنا أحوج أن تدعو الله تعالى هي لي ، ورجع الغلام مكسوفا إلى أمه ليخبرها ، ولما ولى رفع الإمام يديه إلى السماء ، ودعا الله تعالى لها .. ولما طرق الغلام باب البيت إذا أمه هي التي تفتح له الباب ، وقد عافاها الله تعالى وشفاها ببركة دعاء الإمام([1]) .

     كذلك روى عنه ولده صالح وعبدالله ، أنه كان في مرض موته إذا أغمي عليه قال : لا ، بعدُ ، لا ، بعدُ ، فلما أفاق قال : ياأبتِ ماكلمة تلهج بها ؟ قال : ماهي ؟! قال : تقول : لا بعد ، لا بعد ! قال : إن الشيطان عرض لي في زاوية الحجرة ، وهو عاض على أصبعه يقول : فتني ياأحمد ، فتني  يا أحمد ، فأقول له : لا ما فتك...

يريد أن الروح مادامت متعلقة بالبدن لم أفتك ، وكيد الشيطان لم يزل  قائما ، ولايبعد أن يكون قول الشيطان " فتني "  من كيده ، يريد به أن يدخل على قلبه شيء من العجب ، ومن هنا جاء حفظه من كيده بقوله : ما مافتك بعد ؟

- كان خبيرا بمداخل العدو اللدود ، وحارسا على أبواب نفسه لئلا يلج من أحدها إلى رحابها ، قال له أحد أصحابهيوما : ياأحمد ! كنا في بلاد الروم ، إذا كان الهزيع  الأخير من الليل يدعون لك ويبكون ، فدمعت عيناه ، وقال : من أجل ماذا ، أخشى أن يكون هذا استدراجا ، قال : ياأحمد ! والله لقد رأيت الجنود يرمي أحدهم العدو، ويقول : هذا عن الإمام أحمد ، وربما ضرب علجا من علوج الروم ، فقطعه ، فبكى أحمد وقال : من أجل ماذا يصنعون هذا ؟ أخشى أن يكون استدراجا ...

 



[1] - رواه البيهقي .