إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-11-07 08:42:26

المسلم يعمل حتى آخر أنفاسه في البناء على هدي الشريعة التي اختارها الله منهج حياة !

قال أَنَسٍ - رَضِيَ الله عَنْهُ- : قَالَ رَسُولُ الله- صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- :" إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْرِسَهَا ، فَلْيَفْعَلْ"

 المسلم مطالب حتى آخر أنفاس " الحياة " ببناء هذه الدنيا ، وفق ما جاء به شرع الله من حماية النسل ، وإحياء الحرث !

ما أبلغ دلالة حديث " غرس الفسيلة " على هذا المعنى!

ففيه - مع تباشير نفخة الصعق التي بها تطوى الدنيا لتنشر الدار الآخرة - استنهاض للهمة تجاه توسيع الرقعة الزراعية بما يعود بالخير على الحياة ، وعلى الأحياء !

وفيه حث على علو الهمة ، حفز ملموس على أن يقابل المسلم حركة الشر من الأشرار بحركة الخير بتوجيه من دينه ، حيث ندب إلى إحياء " الحرث " بينما يسعى الطغاة إلى " إهلاكه !

فالفسيلة : هي نخلة صغيرة ، وتتطلب سنوات حتى تثمر ، وفيه أن على المسلم أن يعمل وفق شرع الله ، ولو لم يقطف من ثمرات عمله في الدنيا !

من المسلم به أن الإنسان - غالبا - إذا علم أنه لا يؤجر على عمل ما فترت همته عنه ، وقد غرس النخلة ليأكل منها ، هو وأولاده وأحفاده كما أكل هو من غرس أجداده، إذاً ما غرس الفسيلة في هذا الجو الساخن لن يأكل منها، ولن ينتفع بها أحد؟! فحري أن يتركها ولا يغرسها،  فجاء الترغيب من النبي- صلى الله عليه وسلم- في غرس هذه الفسيلة ، ولا يقول: لمن أغرسها ، وقد قامت الساعة ؟! فكأنه قال له- عليه الصلاة والسلام- بهذا التوجيه الحافز: خالف طبعك ، واغرسها مع أنك لن تجد من ورائها ثمرة دنيوية.