إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-11-14 10:11:57

بيان عن بعض حقائق الإسلام لعل من يعاديه عن جهل به يرعوي !

منهج المسلم يمثله كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - وما يستنبطه العلماء الربانيون من أحكام تستند إليهما !

وهذه فقرة من آية من كتاب الله ، بيانها أتت به مئاتُ الأحاديث الشريفة ، قال- تعالى- :

 "{ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً ، وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً } . .

قال العلماء فيها :

" يهدي" هكذا على وجه الإطلاق ، فيمن يهديهم ، وفيما يهديهم ، فيشمل الهدى أقواماً وأجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان ؛ ويشمل ما يهديهم إليه كلَّ منهج وكلّ طريق ، وكلّ خير يهتدي إليه البشر في كل زمان ومكان .

 يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور ، بحقائق الإيمان التي دل عليها التنزيل ، والكون ، والعقل ، والفطرة السليمة ، التي لا تعقيد فيها ، ولا غموض ، والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة ، وتطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل والبناء، وتحكم الصلة بين نواميس الكون ، ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق وتناغم فذّ

ويهدي للتي هي أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه ، وبين مشاعره وسلوكه ، وبين إيمانه وعمله ، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم ، متطلعة إلى أعلى وهي مستقرة على الأرض ، وإذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى الله ، ولو كان هذا العمل متاعا واستمتاعاً بالحياة الحلال .

ويهدي للتي هي أقوم في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف والطاقة ، فلا تشق التكاليف على النفس حتى تملّ وتيأس من الوفاء . ولا تسهل وتترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة والاستهتار . ولا تتجاوز القصد والاعتدال وحدود الاحتمال .

ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض : أفراداً وأزواجاً ، وحكومات وشعوباً ، ودولاً وأجناساً ، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى؛ ولا تميل مع المودة والشنآن؛ ولا تصرفها المصالح والأغراض . الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه ، وهو أعلم بمن خلق ، وأعلم بما يصلح لهم في كل أرض ، وفي كل جيل ، فيهديهم للتي هي أقوم في نظم الحياة ، ونظام المال ونظام الاجتماع ، ونظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان .

ويهدي للتي هي أقوم في التعامل مع أهل الكتاب ، حيث يحمون من أيّ اعتداء يقع ، وتصان دور عبادتهم وفق ما قرر الفقهاء ، وقد نال أهل الكتاب عبر التاريخ حيث كان الإسلام هو الذي يصوغ المجتمع أروع ما يناله إنسان من حقوق !