إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-11-28 10:08:54

تغريدة على فن الافتقار إلى الله ! .. التسليم لله إذا تأخرت الإجابة !

افتقارنا إلى الله افتقار " ذاتي " وغنى الله عنها غنى مطلق ، وقد دعانا " الغني " عنا إلى بابه ، لنأخذ كل ما نحن بحاجة إليه من يده السحّاء- سبحانه -!

ندعوه بما نريد، فيستجيب لنا على ما يريد ، وفي الوقت الذي يريد ، على أنه قد ضمن لنا الإجابة بعامة !

والموقف القلبي إزاء هذا أن نسلم له- سبحانه- فيما يريد ، مع اليقين بما وعدنا !

ففي الحديث : " أن الله يحب الملحين في الدعاء " يتراءى من ثنايا حروف " الإلحاح " أمرُ الله من حيث تأخر الإجابة ،إذ لا يكون إلحاح إلا إذا لم يستجب الدعاء على ما يريد " الداعي " !

 وورد : أن العبد الصالح إذا دعا الله تعالى قال جبريل : يا رب عبدك فلان اقض حاجته فيقول : " دعُوا عبدي فإني أحب أن أسمع صوته " فما أرقى هذا " التصبير " الذي قد لا تستريح به النفس طالبة الحاجة !

وقال الحكيم ابن عطاء الله يدندن على ذلك غصن المعرفة ، ويبصر بما ينبغي ان يكون عليه العبد مع الله من التسليم المطلق له فيما يجريه من أقدار : المنع والعطاء :

" لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَد العَطاء مَعَ الإلْحاح في الدّعَاءِ موجبَاً ليأسِك فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ لا فيما تختاره لنَفْسكَ وفي الوقْتِ الذي يريدُ لا في الوقْت الذي تُريدُ "

  وعليه ، فلا يكن تأخر وقت العطاء المطلوب مع المداومة في الدعاء موجباً ليأسك من إجابة الدعاء فهو- سبحانه- ضمن لك الإجابة بقوله : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } فيما يختاره لك ، لا فيما تختاره لنفسك ، فإنه أعلم بما يصلح لك منك ، وربما طلبت شيئاً كان الأولى منعه عنك ، فيكون المنع عين العطاء !

 وقد قالوا: ربما منعك فأعطاك ، وربما أعطاك فمنعك ! يشهد ذلك مَنْ تَحَقَّقَ بمقام { وَعَسى أن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }