إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-11-28 10:09:58

قراءة في سطر من سنة كونية ، ومن ملف مسار اجتماعي مؤلم ! أرجو أن تكون صائبة نافعة !

إذا كان الإعصار الحسي الذي تزمجر فيه " الريح " المدمّرة ، فتستنهض الأمواجَ من المحيط كالجبال ، وترصده القنوات الفضائية ، ولا يهدأ حتى يترك بصمة عميقة في وجه الحياة من بناء ، ونبات ، وأجساد ممزقة !

 وهو من السنن الكونية التي تلقى من على منبر الحياة موعظة مجلجلة : فيها أنها تُنفس- بلطمة جبارة- كبرياءَ النفوس الغافلة التي ظنت أنها صارت " فرعون " فوق هذه الأرض ، ولا تعي هذا التورم إلا بمثل هذه اللطمة ! إذ كلما كانت الجراحة أعمق ، وأشدّ إيلاما ، دلت على عمق " الدّاء" المتقيّح يقتلعه " مشرط " الجراح البارع !

إذا كان الإعصار الحسي كذلك ، فإن- هناك- إعصارا مدمّرا يسري سُمّه الفتاكُ في أوصال الأمة ، بليل الهوان المميت ، فلا يُبقي من الكرامة ، ولا من العزة ذرة ! ويُميت الإحساس ، فلا ينبض من الإنسان الممسوح كرامته شعرة !

يُغير" المستبد " بعسف وحشي على الإنسان ، فيلهب ظهر إنسانية الإنسان - ويا ضيعة الإنسان- بسوط التخويف ، والسجون ، والإذلال ، والمتابعة الغاشمة بأعين " خائنة " للأنفاس !!

هو إعصار " الاستبداد الظالم " الذي يسري في جسد المجتمع ، فيمحو منه معنى " الإنسان "!

والدواء منه لا يكون إلا ببذلُ كل ما يمكن من وسائل اقتلاعه ، إذا نبت في ساحة الأمة في غفلة منها مميته !

وإذا ما انقلع إلى حيث ألقت رحلها ، وجب أخذ كل الوسائل التي تمنع " المستبدَ " من أن يعود إلى سدة الاستبداد، لا هو ، ولا ذيوله التابعة !