إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-12-06 17:18:31

مسألة ما يشعر به ( السالك) في سيره من قبض وبسط

مما قرأت من المعاني الدقيقة من كتاب لابن قيم الجوزية ، يبين فيه ، مسألة ما يشعر به " السالك " في سيره من قبض وبسط ، ويكشف " سر ذلك "وأنه مما يدخل في إطار " الابتلاء " إذ يقول:

- إن الله - سبحانه- يُذيق عبده ألم الحجاب عنه ، وزوال ذلك الأنس والقرب ، ليمتحن عبده ، فإن أقام على الرضا بهذه الحال ، ولم يجد نفسه تطالبه حالها الأول مع الله ، بل اطمأنت ، وسكنت إلى غيره ، علم – " وهو هنا علم اختبار"- أنه لا يصلح ، فوضعه في مرتبته التي تليق به ، وإن استغاث استغاثة الملهوف ، وتقلق تقلق المركوب ، ودعا دعاءَ المضطر، وعلم أنه قد فاتته حياته حقا ، فهو يهتف بربه" أن يرد عليه حياته، ويعيد عليه مالا حياة له دونه" علم أنه موضع لما أهل له ، فرد عليه أحوج ما هو إليه، فعظمت به فرحته ، وكملت به لذته ، وتمت به نعمته ، واتصل به سروره، وعلم حينئذ مقداره ، فعض عليه بالنواجذ، وثنى عليه الخناصر، وكان حاله كحال ذلك الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة ، إذا وجدها بعد معاينة الهلاك ، فما أعظم موقع ذلك الوجدان عنده ، ولله أسرار، وحكم ، ومنبهات ، وتعريفات ، لا تنالها عقول البشر!  

 فقل لغليظ القلب: ويحك ليس ذا ** بعُشك فادرج طالبا عُشك البالي ولا تكُ ممّن مدّ باعا إلى جَنا    ** فقصر عنه قال ذا ليس بالحالي

يريد أن الذي لا ينال ما يريد من قطف عنب حلو تدلى يغري ، يقول : هو حامض ، أو " حصرم "