إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-12-06 17:20:02

من ترك لله شيئا عوضه خيرا منه !

ثمة موقف ، وما تناثر منه من بصائر !

 قال صلة بن أشيم العدوي : خرجت في بعض قرى نهر تيري ، أسير على دابتي في زمان فيوض الماء؛ فأنا أسير على مسناة الماء ، فسرت يوماً لا أجد شيئاً آكله ، فاشتد جوعي ! قال: فلقيني علج يحمل على عنقه شيئاً ، فقلت: ضعه! فوضعه ، فإذا خبز، فقلت: أطعمني منه ، قال: نعم ، إن شئت ، ولكنه شحم خنزير!! قال: فلما قال ذلك تركته ، ومضيت!

 ثم لقيت آخر يحمل على عنقه طعاماً ، فقلت: أطعمني ! قال: تزودت هذا لكذا وكذا من يوم ، فإن أخذت منه شيئاً أضررت بي ، وأجعتني ! فتركته، ثم مضيت !

 فوالله إني لأسير إذ سمعت خلفي وجبة كخواتة الطير - الخواتة صوت طيرانه - فالتفت فإذا شيء ملفوف في سب أبيض - خمار - فنزلت إليه ، فإذا دوخلة من رطب ، في زمان ليس في الأرض رطبة! فأكلت منه ، فلم آكل رطباً أطيب منه ، وشربت من الماء ، ثم لففت ما بقي منه ، وركبت الفرس وحملت " نوى الرطب " معي .

**قال: حدثني أوفى بن دلهم قال: رأيت ذلك السبّ مع امرأته ملفوفاً فيه مصحفها. ثم فقد بعد ذلك ، فلا يُدرى أسرق ، أو ذهب ، أو ما صنع به.

بصائر :

من صابر الجوع في الله حتى يجد اللقمة الحلال أطعمه الله من الطيبات !

ترك الطعام لأن فيه ما حرم الله " شحم خنزير "

وترك الطعام ، مع شدة حاجته إليه ، وكونه من الحلال ن لئلا يوقم صاحب الطعام في الإجاعة " التي هو فيها !

طلب مما معه الطعام أن يطعمه ، مع أنه بالإمكان – على طريقة أهل المدنية المعاصرة – أن يأخذه قسرا ، لأنه مسلم ينأى عن غصب الآخرين مالهم !

بمقدار قوة اليقين ، والصدق في التزام الصراط المستقيم تعلى الهمة على " الضرورة " !