إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-12-06 17:21:37

قلب كبير لا تذهله النازلة ، مهما كبرت ، عما يرى أن عليه أن يفعله!

روح فياضة أشرقت فيها خطورة المسؤولية التي حُمّلها ، فإذا بها ترسم لمن يأتي أن يظل على الطريق الذي رسخت القدم عليه !

وما العجب من هذا ؟

أليس هو ثمرة التربية الإسلامية بإشراف الحبيب المصطفى-عليه الصلاة والسلام- ؟ فما العجب ؟

لعل العجبَ يتسربَ إلى النفس من مقارنة تقوم في النفس بين هذا المشهد الرباني ، وما نحن فيه- اليوم- من أحوال ومواقف!

 وهذا العجب يدفع إلى سؤال عريض : لم هذا الفرق الكبير بين هذا المشهد الواعي الذي بطله أحد عمالقة تربى في أحضان الإسلام  ، وما نعرفه اليوم من واقعنا " المرّ " ؟

 والجواب : لو أتقنا التربية الإسلامية لأولادنا لما اختلفت " الثمرة ، إلا بمقدار ما للصحابة من " حظوة " بصحبته- عليه الصلاة والسلام - وكونه هو " المربي " وهذا مميّز لا نقدر عليه!!

 " أليس ذرة "أوكسجين " وذرتان من "الهيدروجين " تنتجان في أي زمان ومكان " ذرة ماء " ؟!

عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمونٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: «لَئِنْ سلمني اللَّهُ، لأدَعَنَّ أَرامِلَ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا»!

 قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا رَابِعَةٌ حتَّى أُصِيبَ، فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اسْتَخْلِفْ، قَالَ: " مَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفَرِ، أَوِ الرَّهطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ، وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، كَهَيْئةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ، فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا، وَإِلا ، فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمّّرَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ مِنْ عَجْزٍ، وَلا خِيَانَةٍ.