إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-12-19 09:56:44

المالَُ من حيث هو لا يذم ، بل هو مما يعطيه الله من شاء من العباد

المالَ من حيث هو لا يذم ، بل هو مما يعطيه الله من شاء من العباد ، أو يمنعه عمن شاء ، ابتلاء ، والناجح في هذ الابتلاء : إما شاكرا في العطاء ، أو صابرا في المنع ، وراضيا على كل حال عن قدر العطاء والمنع ! !

قررت النصوص الشرعية أن ثمة مداخل أحلّ الله منها كسب المال  ، وهي أوسع في الميدان مما حرّم الله اكتساب المال عبره !

هناك سبل يتقرب إلى الله بإنفاق المال فيها ، ومسالك في الإنفاق حرم الله ممارستها !

من حقائق الآخرة أن ثمة أسئلة يطلب من المكلف يوم الحساب أن يجيب عنها : يسأل عن ماله ، من أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه !

قال - تعالى – : " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "

فهل ذمّ قارون لكونه ذا ثروة كبيرة ؟

من قرأ النص وجد أنه أمام ما كان من قارون من سلوك البغي ، وأنه لم يبتغ فيما آتاه الله دار البقاء ، وقصَرَ نشاطه المالي على حديقة الدنيا ، وأنه استعلى على نصيحة الناصحين !

فإذا كان المال من زينة الدنيا ، أفلا تذم هذه الزينة إن كانت من حرام ، وأنفقت في حرام ؟ وتكبر به من امتلكه ، ووظفه في الشر !

فالدنيا - من حيث هي ظرف احتضن وجودنا- لا تذم ، وإنما يمدح أويذم ما يتصرف فيها من قبل المكلفين !

فهل ترى صوابا في هذا الطرح ؟