المالَُ من حيث هو لا يذم ، بل هو مما يعطيه الله من شاء من العباد
المالَ من حيث هو لا يذم ، بل هو مما يعطيه الله من شاء من العباد ، أو يمنعه عمن شاء ، ابتلاء ، والناجح في هذ الابتلاء : إما شاكرا في العطاء ، أو صابرا في المنع ، وراضيا على كل حال عن قدر العطاء والمنع ! !
قررت النصوص الشرعية أن ثمة مداخل أحلّ الله منها كسب المال ، وهي أوسع في الميدان مما حرّم الله اكتساب المال عبره !
هناك سبل يتقرب إلى الله بإنفاق المال فيها ، ومسالك في الإنفاق حرم الله ممارستها !
من حقائق الآخرة أن ثمة أسئلة يطلب من المكلف يوم الحساب أن يجيب عنها : يسأل عن ماله ، من أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه !
قال - تعالى – : " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "
فهل ذمّ قارون لكونه ذا ثروة كبيرة ؟
من قرأ النص وجد أنه أمام ما كان من قارون من سلوك البغي ، وأنه لم يبتغ فيما آتاه الله دار البقاء ، وقصَرَ نشاطه المالي على حديقة الدنيا ، وأنه استعلى على نصيحة الناصحين !
فإذا كان المال من زينة الدنيا ، أفلا تذم هذه الزينة إن كانت من حرام ، وأنفقت في حرام ؟ وتكبر به من امتلكه ، ووظفه في الشر !
فالدنيا - من حيث هي ظرف احتضن وجودنا- لا تذم ، وإنما يمدح أويذم ما يتصرف فيها من قبل المكلفين !
فهل ترى صوابا في هذا الطرح ؟
بتاريخ : 2020-02-28
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم تهذيب حواجب المرأة وخصوصا المتزوجة؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) سؤال حول ارث الأحفاد من الجد بعد وفاة الأب قبل الجد. هل...
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم الرجل المتزوج إذا خان زوجته هل تطلق منه زوجته؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) كيفية التطهر من نجاسة الكلب
- ( أسئلة عامة ) ما هي حكمة الصوم عن الكلام في قضيتي زكريا و مريم عليهما...