إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-01-09 10:00:19

وما أعظم عواقب الإخلاص وصلاح النوايا وما أطيب نتائجها !

هذه الحقيقة توهجت بعين أحد الباحثين وهو يرصد ما كان من البخاري- رحمه الله- حيث بدأ كتابه الأول " بدء الوحي " من الصحيح بحديث " النية " وختمه بحديث " هرقل "الذي جاء فيه قوله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "...إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين".

إن البخاري - رحمه الله - افتتح كتاب بدء الوحي بحديث الأعمال بالنيات ثم ذكر بعده أحاديث تبين كيفية نزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة، ثم حبب إليه الخلوة ، فكان يخلو بغار حراء، وجاءه الملك وهو في الغار، ثم عرف بأمره ورقة بن نوفل وطمأنه بأن هذا الذي جاءه هو الناموس الذي نزل الله على موسى، ثم ختم الكتاب بهذا الحديث الذي تضمن خبر أبي سفيان مع هرقل عظيم الروم حيث وصله كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرف هرقل أن هذا هو النبي الذي يظهر في آخر الزمان، كما هو معروف عند أهل الكتاب، وسيمتد ملكه وتنتشر دعوته في كافة أرجاء المعمورة!

ونبغ السؤال : ما المناسبة بين هذا الحديث الذي ختم به الكتاب، وحديث الأعمال بالنيات الذي افتتحه به؟

فكانت الحقيقة التي أشرقت مستخلصة من هذه الوقفة أمام أعظم كتاب من كتب الحديث الشريف :

إن من أخلص نيته لله - تعالى - وصدق في دعوته التي يدعو إليها، فإنه وإن بدأ الدعوة في غار فإنها ستبلغ ما بلغ الليل والنهار! !

فلله در الإمام البخاري - رحمه الله - ما أبرع طريقته في الاستهلال والاختتام ! إنه لا يحسنها إلا من كان منقطع القرين، فهو أمير المؤمنين حقا في الحديث استوجب ذلك ، وهو أهل لهذه الإمارة.