(وهنا توضيح لخطة الشركة في التكاثر):-
<img alt="\"\"" data-cke-saved-src="\" src="\"images/data/chart.jpg\"" style="\"width:" 529px;="" height:="" 233px\"="">
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى، وبعد:
إن ما يميز المسلم ويشهد له التزامه بأحكام الشريعة، ومن أهم أحكامها بعد الإيمان قضية الحلال والحرام، وشأن المسلم الموفق أن يتقي الشبهات، فكيف إذا كان الحرام هو الذي يعرض عليه، كذلك من شأنه أن يعي وعياً شرعياً وعقلياً ما يقدم عليه من ممارسات وما يقيمه من معاملات، وأن يكون كيساً فطناً لا تنطلي عليه ألاعيب الذين لا هم لهم إلا الكسب، لا يبالون معه أمن حلال جاء أم من حرام، بل قضية الحلال والحرام منسوخة من حياتهم، ويكفي نظرة إلى ما يروج اليوم من بيع للحوم البشر عبر الانترنت بعنوان والمسألة المطروحة لبيان حكمها، والمتمثلة بشراء مصكوكة ذهبية...........الخ.
فإن القضية تبدأ بالحرمة، وتنتهي بالاستغفال، ونهب المال، والاستغلال الفاضح لنزعة الطمع عند من رق دينه، وتسطحت نظرته، ولم يبال إلا بالمكسب الموهوم! كيف ذلك!
- لا يجوز العقد ابتداءً بسبب أن المشتري يدفع نصف الثمن، ولا يستلم السلعة، وهذا ربا النسيئة، ذلك أن السلعة ذهب، والذهب من الأموال الربوية التي يشترط فيها أن تكون "يداً بيد" كما ورد في الحديث الشريف الصحيح.
- العقد يخير بين صيغتين للدفع، الأولى: المبلغ المتبقي وهو 400 دولار، والثانية: إغراء أشخاص معدودين بالشراء، وهذا يعفي من بقية المبلغ، وهذا أيضاً باطل لا يجوز، إذ لا بد من الجزم بصيغة واحدة، وأنت ترى أن البداية حرام وما بعدها باطل.
- الشركة الناهبة جعلت الثمن المدفوع سلفاً كافياً لتغطية ثمن السلعة، وزيادة مئة دولار، فأي هبل في رأس المشارك يدفعه إلى هذه البداية، بهذا السعر نفسه، ويضم إليه إلتزاماً بمبلغ مقابل، أو بتسخير طاقته للإيقاع بآخرين مثله ليشاركوا في منزلقة.
- ومن هنا، إذا كان إنسان ما يريد الذهب، فعليه أن يشتري ما يريد بالسعر الحقيقي، ويدفع الثمن ليقبض الذهب مباشرة، وإذا كان يريد أن يوظف نفسه لدى شركة مقرها في دولة أخرى، والقائمون عليها لهم نفسية الحوت، إن لم يكونوا حيتاناً، فله مع هذا أن يوظف نفسه، وكم هو آثم أن يروج لبضاعتهم بأسعار خيالية مع حبس السلعة عن الزبون فترة، وهم سيأخذون الثمن المدفوع ليوظفوه في أعمال ربوية وينتظرون بقية الثمن الذي يعتبر ضاغطاً على المشترك ليعمل لصالحهم ابتغاء الإعفاء من المتبقي، وأن يعود عليه بعض المال الذي ينهال على الشركة مصاصة الدماء!! فأي بله من المشارك وسطحية قد تمكنت الشركة من استغلالهما تحت شعار الثراء العريض المجهول؟! والشركة ترى الفرائس تساقط في حجرها، والطرائد تحت نظرها تسعى لاهثة لمصلحتها على أن تلقي لقمة لهذا وأخرى لذاك، والشركة هذه وهمية الوجود، اللهم إلا أن تكون هناك أوراق ترسل، ودراهم من المشاركين تحول يقيناً، وسبائك في الغيب، وأشخاص يعملون في الخفاء، والمشاركون تبقى ثروتهم بأرقام متسلسلة ينالونها حسب نشاطهم المحموم الذي ينصب على بيع سلعة بأكثر من ضعفي ثمنها في السوق، ودون تسليم البضاعة، ويدفع لاتساع دائرة المتساقطين باعثان الأول: الشعور بالغبن عند الشراء، والثاني: الطمع في ربح يتأتى من اتساع دائرة المغبونين، وكلا الباعثين يدل على كسب الشركة، فهي كالمنشار الآثم، يدخل في الجسد الغض، فيقطع مع كل حركة منه قطعة، ويلاحظ أن الزيادة في الثمن المدفوعة لا لشراء السلعة، إذ لا يعقل أن أشتري سبيكة قيمتها ثلاثمائة دولار بثلاثمائة وعشرة دولار دعك من ثمانمائة وستين دولار! إذن هذه الزيادة مدفوعة على أن أمسي عضواً في عصابة النهب، وعلى هذا، فما السلعة المدارة في هذا الربح؟ وما رأس مال المشارك فيه؟ إنها سبيكة غير مقبوضة، وزبائن أغريهم، والناتج رقم متسلسل يعود علي بقسط من مال يشكل بيدراً بيد العصبة المؤسسة، ألا ترى أن الذي يشتري سلعة بأكثر من ثمنها، لأنه يعطى من البائع قسيمة يسحب بها على سيارة –مثلاً- يكون قد وقع في الحرام، وشراؤه ذلك باطل؟ هذا إذا استلم السلعة، فكيف إذا كانت السلعة ذهباً، ولا يصح فيه إلا التقابض؟ إن مثل هذه الصفقة سبق لشركة – إن لم تكن نفسها فهي مماثلة- أن طرحتها من سنوات، وكانت السلعة المروجة قسائم بسعر محدود، ويروج المشتري لهذه القسائم، حتى إذا باع عدداً منها، ولكل قسيمة ثمن، انضم إلى الرقم المتسلسل، لينال بعد فترة حظاً من المال! وجاءت الفتوى بالتحريم، وكأني بهؤلاء قد تحولوا إلى قصة السبيكة هذه، ولكونهم لا يدرون حكم بيع الذهب، ولا حكم مثل هذا الترويج الباطل سعوا لإنشاء شركتهم الناهبة، وما يكلفهم ذلك سوى شقة وامرأة وهاتف وحاسوب وشبكة صالحة للاصطياد! أهذه سبيل من أراد أن يكسب ثروة بعرق الجبين عن طريق الحلال، اللهم أصلح أحوالنا.
ملاحظة: ثمة كلمات حادة وقعت لا يقصد بها الإساءة لمعين بل التنفير حرصاً على سلامة السلوك بتبشيع من يسلكه، ووقاية المجتمع من الوقوع في الغش والاستغفال، والله الموفق.
بتاريخ : 2020-02-28
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم تهذيب حواجب المرأة وخصوصا المتزوجة؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) سؤال حول ارث الأحفاد من الجد بعد وفاة الأب قبل الجد. هل...
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم الرجل المتزوج إذا خان زوجته هل تطلق منه زوجته؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) كيفية التطهر من نجاسة الكلب
- ( أسئلة عامة ) ما هي حكمة الصوم عن الكلام في قضيتي زكريا و مريم عليهما...