هل النمص هو إزالة الحاجب كليا و الرسم مكانه، وهل...
تاريخ الإضافة : 2012-08-11 11:00:38
هل النمص هو إزالة الحاجب كليا و الرسم مكانه، وهل التهذيب و التنظيف للحاجب ليس حراماً ، أو ليس نمصاً ؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الفاضلة حفظك الله،

بالرجوع إلى ما قاله العلماء في النمص وما جاء في معاجم اللغة نجـد ما يلي:

ورد النمص في الأحاديث الشريفة الصحيحة، وظهور إزالة الحاجب بالكلية ليرسم مكانه حاجب- فيما بعد- دليل على أن النمص لم يطلق على الإزالة وحدها، لأنها ظاهرة طارئة...ثم

النامصة: هي التي تنتف الشعر من وجهها، ومنه قيل للمنقاش: منماص، قال النووي- رحمه الله-:... وهو حرام إلا إذا نبت للمرأة لحية أو شارب، وحدده بأن النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه، أي: تجعله رقيقا، والمنقاش: هو آلة النتف، والنقش: النتف.

 وفي السنن قال أبو داود :النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه.

وفي لسان العرب: _مادة نمص_النمص: قِصَر الريش، رقة الشعر و دقته حتى تراه كالزغب، ويقال: رجل أنمص الحاجب، ونمص شعره: نتفه. وتنمصت المرأة: أخذت شعر جبينها بخيط، ، وقال الفراء: النامصة التي تنتف الشعر من الوجه.

ويقال: إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترقيقهما أو تسويتهما.

ويتبين من كلام العلماء أن المرأة إذا بالغت في نتف شعر الحاجبين للتجميل والتحسين، كأن تزيلهما كليا، أو ترققهما حتى يصيرا كالقوس ، أو الهلال، فهو النماص المنهي عنه، وأما إزالة اللحية والشارب والعنفقة في الوجه للمرأة فجائز، ولا يدخل في النماص المحرم، لأنه منحصر في الحاجب، واعتبر كثير من الفقهاء ظهور اللحية والشارب في المرأة نقصا و عيبا، ولا شيء في إزالته، لأنه إزالة شي .

ولا مانع من أخذ الشعر الزائد الخارج عن استقامة الحاجبين دون مبالغة فيه، إذ لا يدخل في التدليس ، أوالتغيير لخلق الله.

وعليه، فلا يجوز للمرأة إزالة الحاجب بالكلية ، ووضع حاجب صناعي مكانه، لما فيه من التغيير للخلقة الأصلية، بصرف النظر عن الأضرار المتأتية من المواد الموضوعة كما قرر أهل الخبرة.

كما لا يجوز زيادة الرموش على أهداب العيون إطالة لها أو تقصيرا أو تفريقا، وحالة الرموش أقرب للوصل منه للنمص، وكلاهما محرم.

كذلك من المحرم إعادة تخطيط الحاجب بلون آخر، وبرسم آخر، مما يتطلب إزالته إزالة كاملة.

وبرصد الدافع وراء هذه الاهتمامات- التي تسكن نفوس بعض النساء سكنى قلق ، وفقد استقرار وطمأنينة ، وتطلع إلى التغيير- برصده نجد أن قيام المرأة بمقارنات بين وجه و وجه، وحاجب وحاجب، وجسم وجسم ، من وراء الكثير من هذا البلاء المتولد من الهوس بهذه المقارنات غير المتوازنة، حتى تود المرأة لوأنها خرجت عن جلدها ، لتلبس جلد امرأة أخرى رأتها على الشاشة ، أو في مسلسل ، أو على صفحة مجلة، وحيث لا تقدر، ترجع على نفسها كارهة لشكلها، وشكل وجهها وعينيها ،وحتى قوامها، وهي غافلة عما أنعم الله به عليها من خلق سوي ، ونعمة صحة وعافية ، ومندفعة_دائما_حتى في أحلامها إلى الرغبة في التغيير والتقليد لمن سلطت عليها الأضواء عمداً لإثارة القلق النفسي الذي ينعكس على الحياة كلها.

على أنا لا نغفل ختاما هذه المسائل :

 -  لدى الحنفية النماص المحرم ما تفعله المرأة للتبرج والتزين للأجانب، ويجوز لها أن تزيل من وجهها الشعر الذي يؤدي إلى نفور زوجها، كأن ينبت لها شعر لحية أو شارب أو عنفقة. (والعنفقة: شعر ينبت تحت الشفة السفلى) بل يستحب ذلك، وهذا ليس بداخل في النهي عن النماص.

 -  وأما الشافعية فالنماص المحرم هو الأخذ من شعر الحاجبين لترقيقهما ليصيرا قوسا أو هلالا ، بقصد الحسن إذا كانت دون زوج، ولزوج يجوز لها بإذنه زينة له، كما يخرج من المحرم إزالة ما يكون للمرأة لحية وشارب نتفا أو حلقا، متزوجة وغير متزوجة، ويستحب لها فعل ذلك، ولا يدخل هذا في المنهي الوارد في النماص، لأن النهي في الحواجب. وكره النووي من الشافعية الأخذ من الحاجبين إذا طالا.

والمالكية ذهبوا إلى تحريم النماص، وهو نتف الشعر من الوجه لما فيه من التلبيس.

ولدى الحنابلة وجه قاله الأنماطي : وهو إذا أخذت المرأة الشعر من وجهها، لأجل زوجها بعد رؤيته إياها فلا بأس به، وإنما يذم إذا فعلته قبل أن يراها، لأن فيه تدليسا.

وذهب ابن الجوزي من الحنابلة إلى أن حديث النامصة محمول على التدليس ، أو على سلوك الفاجرات، فيكون النماص المحرم ما تفعله المرأة على وجه التدليس ، أو بقصد التشبه بالفاجرات. " في أحكام النساء، ص76 ".

هذا كله لا يلغي ما اتفق الفقهاء عليه من تحريم النماص في الجملة، كما في حاشية ابن عابدين ، و"قوانين الأحكام الفقهية" لابن جزي ، والمجموع للنووي، ومغني المحتاج للشربيني وغيرها، والمعتمد في ذلك الاتفاق حديث  (عبد الله بن مسعود ) كما في صحيح البخاري ومسلم، وفيه قال: "لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله"، وقال عبد الله: مالي لا ألعن من لعنه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو في كتاب الله- تعالى-.