المباح من الدعاء في الصلاة، صلاة الفرض، وفي السجود...
تاريخ الإضافة : 2012-08-11 11:06:15
أريد أن أعرف ما هي الأدعية التي يجوز لي أن أدعو بها في الصلاة الفريضة ، وخاصة في السجود؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال عن المباح من الدعاء في الصلاة، صلاة الفرض، وفي السجود منها....

إن الصلاة هي الركن العظيم، وقد جاءت محددة الملامح في أقوالها وأفعالها وأحوالها بالنصوص والتلقي، ومما تضمنته من الأقوال: تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح ، وقراءة ما تيسر من القرآن بعد سورة الفاتحة ، وتكبيرات الانتقال ، وتسبيح كل من الركوع والسجود والتشهد والصلاة الإبراهيمية، والدعاء، والتسليم....

وهي أقوال ذات طعوم ومعان ثرة ، تتآلف مع أعمال الصلاة في بناء النور في الصدور...

قال العلماء: يتأكد الإكثار من الدعاء في السجود، لخبره- صلى الله عليه وسلم- "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء، فقمن -أي: حقيق- أن يستجاب لكم" رواه مسلم وأبو داود عن أبي هريرة- رضي الله عنه-.

وقد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده: "اللــــــهم اغفر لي ذنبي كله، دقة وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره" رواه مسلم وأبو داود.

وقد أخبرت عائشة- رضي الله عنها- أنها سمعت الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو يقول في سجوده "اللـــهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" رواه الخمسة إلا البخاري.

والعلماء على أن الدعاء بالوارد أفضل.

وعن ابن عباس- رضي الله عنه- قال: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول بين السجدتين: "اللهـــــم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني" رواه أبو داود والترمذي، قالوا: يكرر "اغفر لي" ثلاثاً.

وذكر الشافعية أن من هيئات الصلاة أن يقول في الجلوس الأخير: بعد "حميد مجيد" ما شاء من الدعاء دنيويا كان ، أو أخرويا.

وقال جمع من العلماء: إنه بالدنيوي مباح، وبالأخروي سنة.

والإتيان بالدعاء المأثور- أي المنقول- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أفضل ، ومنه قوله- صلى الله عليه وسلم-: "اللــــــــهم إني أعوذ بك من المغرم والمأثم....يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

ويذكر هنا ما قاله الحنفية والحنابلة: يسن الدعاء في التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي- صلى الله عليه و سلم- بما يشبه ألفاظ القرآن، أو بما يشبه ألفاظ السنة، ولا يجوز له الدعاء بما يشبه كلام الناس، كأن يقول: "اللـــهم زوجني فلانة، أو أعطني كذا من الوظائف ، أو مقادير من الذهب والأرصدة".

وذهب المالكية والشافعية إلى أنه يسن الدعاء بعد التشهد ، وقبل السلام ، بخيري الدين والدنيا، ولا يجوز أن يدعو بشيء محرم ، أو مستحيل ، أو معلق، فإن دعا بشيء من ذلك بطلت صلاته. (انظر الموسوعة الفقهية -25/266-) ومُثِلَ لــذلك بأن يدعو بألفاظ لا يعرف معناها، ولم يضعها العارفون، أو دعا على إنسان بغير حق، أو طلب قدرا من المال لا يمكن لمثله تحصيله عادة، أو قال: "اللهــــم اغفر لي إن أردت"، وقوله "إن أردت" تعليق، ونهي عن التعليق.

ثمة أدعية جامعة رائعة ذكرت في كتب الأذكار الموثوقة ككتاب " الأذكار" للنووي- رحمه الله تعالى- فليحرص على الأخذ منها، وتلوين الأدعية أدعى لحضور القلب، إذ إن تكرار الدعاء على اللسان ربما يبلد الفهم ، فيصير ممارسة آلية دون مضمونها، ومضمون الدعاء وروحه- بعد فهم معناه- حضور القلب مع اللسان...