كيفية جعل حب الله سبحانه و تعالى و الشوق لرؤيته سبحانه...
تاريخ الإضافة : 2012-08-11 12:34:49
سؤالي يتعلق بكيفية جعل حب الله سبحانه و تعالى و الشوق لرؤيته سبحانه فوق كل حب ، لأني منذ مدة و أنا أراقب نفسي فوجدت أنني حين أذكر نعيم الجنة أكثر ما يؤثر في هو صحبة سيدنا رسول الله- صلى الله عليه و سلم- في الجنة إلى حد يجعلني أبكي و أبكي و أتمنى لو يقرب أجلي حتى أتنعم بصحبته- عليه الصلاة و السلام- حتى أنني أغبط الصحابة- رضوان الله تعالى عليهم- على صحبتهم له في الدنيا و الآخرة !!!.

أما بالنسبة لرؤية الله تعالى فإنني اطلبها من الله- عز و جل- لكن ليس بنفس الطريقة التي كان يطلبها السلف من الزهاد والصالحين، أتوق إلى الجنة ونعيمها ، وأتوق إلى رؤية الله- عز وجل- لكن ليس إلى حد الشوق الذي ينتابني حين أتذكر لقيا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم !!.

لا أتذكر أن عيني دمعت شوقا لرؤية الله- سبحانه وتعالى-
سيدي أهذه مغالاة في حب الرسول الأعظم عليه الصلاة و السلام؟
وما هو السبيل إلى رفع مستوى الشوق إلى رؤية الله عز وجل التي هي ألذ نعيم في الجنة حسب الأخبار التي وصلتنا عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.

بسم الله الرحمـــــن الرحيــم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدتي الفاضلة، تحية تعطر الأجواء ، أو تتعطر من الأجواء التي تحلقين فيها ، وبعد....

 

  1. أقر بداية أن ما وصفت من أشواق تنفر الدمع من المآقي،وتهيجها نسائم التذكير، فتنعقد سحائبها غماما يظل من حر البعد، وطول الانتظار، لا يعتبر من المغالاة، بل هو لب المحبة الصحيحة الصادقة التي تسكن بها الروح، وتتعلق ، وتسكن إلى المحبوب، وتقلق تلهفا على لقياه، وهذا مادندن حوله العارفون. وأذكر شيئا من ذلك إن تيسر.

 

  1. إن شوق الصحابي "ثوبان" إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام-، قد أذاب كبده منه معنى: إذا كان يوم القيامة، فإنه لا يقدر على رؤية الرسول بعد دخول الجنة، ذلك أنه إذا أدخل الله ثوبان الجنة، فأين مقامه من مقام النبي فيها؟!! في الدنيا حين يحركه الشوق إلى الرسول، فيأتي إلى مجلسه فيراه، أما هناك- في الآخرة- فما السبيل إليها ؟... أتعبه ذلك، وبدا على وجهه همّاً، فقال له الرسول: "أبِكَ علةٌ يا ثوبانُ!؟ قال: لا يا رسول الله، ولكني... وذكر للرسول حالته"... هذا الشوق استنزل جبريل عليه السلام بقوله- تعالى- "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" كما ذكر المفسرون.

 

  1. لا يطلب أن يكون الأثر واحداً لشوقين، شوق إلى لقاء الله، وشوق إلى لقاء رسول الله، وهذا لاعتبارات خَلْقية جِبلّية فينا، اقترب منها دون أن أبالغ في ذلك، ولعل حال الجلال مع ذكر ذي الجلال مظهر من مظاهر التعليل.

 

  1. لضيق الوقت في رمضان أرجيء الكتابة عن برنامج سيشاركك فيه عبد الكريم عسى أن نقطف ما نصبو إليه من دوحة الأشواق. تلك التي اطلع الله- تعالى- عليها في قلوب الأحباب، فأنزل تطميناً لتلك القلوب "من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت"..

مما كان يدعو به- عليه الصلاة والسلام- "وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة".

ورد عن أبي عتبة الخولاني "كان إخوانكم : لقاء الله أحب إليهم من الشهد"!!

وهناك من سار في سبيل أخرى مفضية كذلك إليه سبحانه، وهي غلبة الجلال والخوف ثم كأن هناك نصاباً من كل هذه الأذواق والوجدانات إذا بلغت ظهرت آثارها بوضوح في حياة المرء، ومن يقدر النصاب هو الله- تعالى- وما على العبد إلا أن يرى نفسه بين الحين والآخر أنه ليس أهلا لبعض ما هو عليه، ولعل هذه الرؤية من النصاب، قال تلميذ لشيخه: يا سيدي! إني لمشتاق أن أرى الرسول- صلى الله عليه وسلم- في المنام ، فقال له الشيخ: الله، الله،يا سيدي، الفقير –ويقصد نفسه- لا يرى نفسه أهلا أن يرى القبة الخضراء في المنام...وفي هذا تطامن مفيد يغسل بعض الشوائب التي تعلق في أثناء المسير...    هذا ما عنّ من الجواب، وأرجو الله- تعالى- أن يهيأ لبسط نرضى به، ويرضى به عنا...