هل يجوز تسمية الإنسان (عبد النبي ) ؟
تاريخ الإضافة : 2012-08-11 12:40:08
هل يجوز تسمية الإنسان (عبد النبي ) ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم، تحية طيبة وبعد....

 الحمد لله حمدا كثيرا على ما أكرمنا به من شريعة جامعة، بها سعادتنا،  وأفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد،  وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

حكم التسمية بعبد النبي:

 

  1. الأصل جواز التسمية بأي اسم إلا ما ورد النهي عنه،  وتستحب بكل اسم متعبد مضاف إلى الله تعالى،  وقد اتفق الفقهاء على أن أحب الأسماء إلى الله: عبد الله ، وعبد الرحمن، وفي صحيح مسلم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن".

 

  1. ويكره تنزيها التسمية بكل اسم يتطير بنفيه "كرباح وأفلح ويسار..." كما تكره بالأسماء التي تكرهها النفوس مثل مُرّة وحيّة وكَلْب....والمالكية صرحوا بمنع التسمية بكل اسم قبيح كحَرب وحزن وضِرار...كما تكره بأسماء الجبابرة...وربما غير الرسول الاسم القبيح للأماكن والأشخاص والجبال إلى اسم " مليح "...

 

  1. تحرم التسمية بكل اسم خاص بالله تعالى: كالخالق والقُدّوس والأحد والصمد والرزاق...

 

  1. تحرم التسمية بكل اسم مُعبّد مضاف إلى غير الله- سبحانه– كعبد العزى،  وعبد الكعبة،  وعبد الدار،  وعبد علي،  وعبد الحسين و......صرح بذلك الحنفية والشافعية والحنابلة.

 

وفي حاشية ابن عابدين: بأنه لا يسميه عبدَ فلانٍ،  وفي مغنى المحتاج : أنه لا يجوز التسمي بعبد الكعبة وعبد العزى.. وفي تحفة المحتاج: حرمة التسمية بعبد النبي أو بعبد الكعبة أو عبد علي أو عبد الحسين،،لإيهام التشريك، ومنه يؤخذ حرمة التسمية بجار الله،  ورفيق الله،  لإيهامه المحذور.

 

وفي كشاف القناع: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله- تعالى- كعبد العزى وعبد علي ومثله:عبد النبي وعبد الحسين وعبد المسيح. وفي الحديث:"وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قوم فسمعهم يسمون: عبد الحجر، فقال: ما اسمك؟ فقال: عبد الحجر، فقال له: إنما أنت عبدالله" (أخرجه ابن أبي شيبة وهو صحيح الإسناد)

 

وما صح عن الرسول من قوله "تعس عبد الدنيار وعبد الدرهم،  تعس عبد الخميصة، تعس عبد القطيفه...وقوله "أنا النبي لا كذب...أنا ابن عبد المطلب"

 

فالأول: لم ُيردْ به الاسمَ،  إنما أراد به الوصف ، والدعاء على من تعبد قلبه للديناروالدرهم،  فرضي بعبوديتهما عن عبودية الله تعالى.

 

والثاني: لم يكن إنشاء للتسمية منه- صلى الله وعليه وسلم– وإنما هو من باب الإخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره،  وعلى وجه الإخبار لا يحرم،  إذ هو أوسع من باب الإنشاء.

 

إن بعض المسلمين  بجهلهم من وراء التسمية بعبد النبي أو عبد الرسول أو عبد الحسين...وقد نقل ابن حزم الاتفاق على تحريم كل اسم معبد لغير الله،  وأقره ابن القيم في تحفة المودود.

 

إن كانت الإضافة إلى غير الله- تعالى– بحيث يعبد دون الله تعالى،  فشرك،  كعبد المسيح،  وإن كان لا يعبد فيلتبس أحيانا بالمعبود،  والتدقيق على هذا يجعله مكروها فحسب..حيث ثبت في كتب اللغة أن للعبد معنيين،  معنى المملوك،  وعليه، فلا يكون مثل"عبد النبي" شركاً،  إلا إذا قصد المسمي من كلمة "العبد" معنى المخلوق، وعليه يحمل ما جاء من التسمية بعبد النبي أحيانا، ففي الدر المختار 1/ 20 و 38 قال: فإني أرويه عن شيخنا الشيخ عبد النبي الخليلي عن المصنف،  عن أبي نجيم المعدي بسنده إلى...."

 

ومن ذهب إلى التحريم- وهذا ما يستريح القلب إليه-  ذهب إليه لإيهام التشريك،  أي: أن النبي –عليه الصلاة والسلام– شريك لله -تعالى- في كونه له عبيد،  وهذا ما اعتمده ابن حجر "أي: التحريم "انظر روضة الطالبين 2/ 383.

 

واعتمد الرملي الجواز،  وعبارته: "ومثله عبد النبي،  على ما قاله الأكثرون،  والأوجه: جوازه، لا سيما عند إرادة النسبة له- صلى الله عليه وسلم-..ويريد الأوجه جوازه مع الكراهة،  كما جاء في تحفة المحتاج  "310 / 191" ويكره عبدالنبي، أو عبدعلي، أو عبد الحسين..لإيهام التشريك.