السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم...
في مسألة المذيعة التي تقدم نشرة الأخبار، أو أي برنامج تلفازي أقول:
ليس النظر إلى المذيعة السافرة من باب الضرورة، ليدخل في عموم البلوى، لأن القصد سماع الخبر، لا رؤية المخبِِر به، ثم عموم البلوى يتمثل في امتلاء الشاشات بالمذيعات اللاتي يرشحهن الوجه أكثر من دقة الأداء، لا يقتضي جواز النظر، ولو طرح ما يدعو إلى رأي عام ضاغط يدعو إلى ستر المذيعة كثيرا مما يبدو منها، وإلى ألا تبدو متبرجة، لكان المطلوب، لكون السكوت عن هذه المسألة أفضى إلى استفحال التعري، وهنا نذكر أنه حيث تسفر المرأة تسقط حرمتها، لكن الناظر إليها لا يخلو أن يتأثرقلبه بسهم مسموم، وقلب الناظر أغلى عنده من لذة نظر مدة نشرة الأخبار، وقصدت بإسقاط الحرمة أنها ليس لها حق على من اقتحم عليها وجهها بالنظر إليه، إذ أسقطت حرمتها بيدها، لا بيد الناظر، بخلاف ما لو كانت ساترة لما يجب ستره، فهذه رؤية وجهها برفع حجابها هتك لحرمتها، وهذه معصية تضم إلى معصية النظر نفسه.
أخي الكريم ! المسألة ترجع إلى حرص المسلم على سلامة قلبه، وحفظه من كل ما يضره، ويجرحه جرحا مسموما! وقد حذر من ذلك الرسول- صلى الله عليه وسلم– فيما يرويه عن ربه- تبارك وتعالى– ومنه: " ...فمن تركها- أي النظرة– من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه"، فليوازن المسلم بين ما يحققه بالنظر، وما يناله بتركه من آثار، يوازن بين الغض وما يترتب عليه من تلك الحلاوة الإيمانية الموعودة بصدق من صادق الوعد، وبين إطلاق البصر، ولعمر الحق بقاء التحرج بالنظر أنفع للمسلم من أن يفتى بحله لعموم البلوى.
بتاريخ : 2020-02-28
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم تهذيب حواجب المرأة وخصوصا المتزوجة؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) سؤال حول ارث الأحفاد من الجد بعد وفاة الأب قبل الجد. هل...
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم الرجل المتزوج إذا خان زوجته هل تطلق منه زوجته؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) كيفية التطهر من نجاسة الكلب
- ( أسئلة عامة ) ما هي حكمة الصوم عن الكلام في قضيتي زكريا و مريم عليهما...