إذا اتبع شخص ما عالم بناء على اطمئنانه له ونصيحة...
تاريخ الإضافة : 2012-08-12 06:05:21
تشغلني مسألة ربما تكون ناتجة عن اختلاف الفتاوى والمذاهب ولكن لابد من إجابة واضحة.

إذا اتبع شخص ما عالم بناء على اطمئنانه له ونصيحة المقربين منه بإتباعه ثم لقيه يوم الحساب على ضلال أو انحراف فما موقفه أمام الحق سبحانه وتعالى .


بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي الكريم / .....تحية طيبة مباركة تزكي نفوسنا وتورثنا اليقين.

 

هذه مجموعة من المعاني أسوقها لك على عجالة لئلا أتأخر عنك طويلا حيث كنا مشغولين برمضان كما تعلم ، وأرجو أن تسد مسداً ما ريثما أتفرغ للإجابة الشافية إن شاء الله تعالى !أخي الكريم

 

أولا: إن الإتباع المطلق لا يكون إلا للمعصوم وحده، وليس في هذا ما يخاف منه.

 

ثانيا: اجتمعت الأمة في المسائل الفقهية على المذاهب الأربعة،وما من مسألة منها إلا ولها دليلها كما قرره العلماء،والاختلاف بين المذاهب في بعض المسائل له مسوغاته الشرعية التي بسطها العلماء كذلك،أما قضية السلوك والتربية فهي منضبطة بالكتاب والسنة وسير الصالحين المشهود لهم،وترجع إلى الربانيين المشهود لهم والمأذونين،وهؤلاء ثمرات تربيتهم ظاهرة في تلامذتهم.ثم إن هذا الأمر دين منذ القدم الأولى ،فانظر عمن تأخذ دينك ،ومقتضى النظر هنا أن تفحص وتدقق ولا تكتفي بالنظرة الأولى ، وبادي الرأي ،ولا تسلم إلا بعد معرفة كل ما يتعلق بالشيخ الذي تلتزم معه،على أن يكون قد شهد له العلماء ،وأحرز نجاحا في ميدان التربية.وما تظنه ضلالا متوقعا ظهوره يوم القيامة فجأة دون مقدمات ظن قريب من ظن الآمل للولد ، وهو ينتظر أن يطرق عليه الباب ،لكن للأسف من غير أن يتزوج ، وإن كنا لا نعقد العصمة إلا للأنبياء، أجل هو ظن مقلق لا يشفي منه أي جواب مهما كان حصيفاً وعلى افتراض وجود مضمونه يوم القيامة فلا دخل لك فيه إلا بمقدار ما قصرت في الفحص ابتداء،وإن كنت تريد أن هذا العالم كان ضالا بمعنى أنه ما كان يتقي الله في خلوته فهذا لا شأن لك به على الإطلاق، ولست مسئولاً عنه، إذ هذا بينه وبين الله .إنك يا أخي تريد نبياً موثوقاً بعصمته وخاتمته، لئلا تفاجأ يوم القيامة بما تخاف منه ، وهذا ممكن لو رجعت إلى الكتاب والسنة ، وكنت مجتهداً تقدر على الأخذ منهما مباشرة ، علما بأن الله تعالى أمرنا بسؤال أهل العلم ، ويعلم سبحانه أنهم ليسوا معصومين ، وقد وسوس أحدهم أمام أحد العلماء ،ورأى أنه ليس كما يزعم من العلم والتقوى ،فقال له العالم هب أنك رأيت ليرة ذهبية في ماء نجس ، فماذا كنت تفعل ؟قال آخذها وأغسلها !!قال له: يا بني !هب أني ذلك الماء النجس فهلا أخذت مني ما تجده صالحا ؟ أخي الكريم !ما أنت فيه يدعو إلى التثبت قبل أن تلتزم، وليس عليك ما وراء ذلك وبالتثبت تسلم ،و لو تبين الضلال ممن التزمت معه يوم القيامة، مع انه يكفيك أن تعلم اسقامة من التزمت معه هنا ،وما أدري كيف يظل مستوراً هنا ثم ينكشف عنه الغطاء هناك ، ولو كان ذلك لما ضرنا ما انكشف منه ، إذ لا نعلم الغيب، وهنا أأكد على أن الضلال المتصور المقلق الذي لا يستبعد أن يكون نزغة محكمة لا يضرك ما لم تقف عليه ، وإذا وقفت عليه في هذه الدار فلا أظنك تتابع مع من التزمت.

 

هذا ما تيسر ، على أن أوفي السؤال حقه حين يتيسر ذلك هذا وبالله التوفيق....