سؤال عن الأديان السماوية
تاريخ الإضافة : 2012-08-12 06:16:10
1- هل الديانات السماوية التي أنزلت قبل الإسلام كانت ديانة تشريعية أم تبعية للنبي الذي أرسل معها؟
2- هل عندما نطلق عليهم مسلمون لمن أعتنق هذه الديانات (اليهودية والنصرانية) نعني بهذا مسلمون بتشريعات دينهم أم أنهم تابعين لدين الإسلام أم لدينهم؟

3- هل نستطيع أن نقوال أن هناك 3 أديان على وجه الأرض أم أنه دين واحد فقط هو الإسلام؟

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي الكريم /..... حفظك الله ورعاك

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

 

بداية أسوق مجموعة من الحقائق الهامة التي تعتبر قاعدة ضرورية للجواب

الأولى: كل الرسل عليهم السلام قد جاءوا بالإسلام، وثمة نصوص في القرآن تجلي هذه الحقيقة .

 

الثانية: لم تختلف الرسالات في الأصول كالتوحيد والآخرة، ولكنها اختلفت في بعض التشريعات، وأقول بعضها لأن الصلاة –مثلا- كانت من قبل، وكذا الصيام، وإن اختلفت الهيئة أو اتفقت، وقد اتفق الرسل قاطبة على القيم الأخلاقية، ولهذا قال الرسول الخاتم : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

 

الثالثة: دخل التحريف ما سبق من رسالات، ونجد هذا في كبرياتها كاليهودية والنصرانية، وهذا ما قررته الآيات، ودل عليه واقع الكتب التي بين أيدي هؤلاء . وقد مس التحريف الأصول مسا عنيفا، ودخلها خرافات وأوهام من صنع المحرفين من علماء هؤلاء.

 

- صلى الرسول ليلة الإسراء إماما بكل الأنبياء، دلالة على استلام راية الدعوة والقيام بها، وإشارة إلى الاجتماع على فريضة اتفق عليها كل الرسل.

 

- الرسالة الخاتمة حفظت لأنها الخاتمة، وشملت كل أنشطة الحياة لأنها عامة، وجميع أهل الأرض ممن له ديانة أو ليس له ديانة مطالبون بالإيمان بها والتسليم لها . وهناك أدلة على ذلك، ولعل منها قوله تعالى :"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" .

 

- حين تقرأ قوله تعالى :"إن الدين عند الله الإسلام" تفهم منه أن كل الرسالات ما خرجت عن هذا المعنى.

 

- الرسالات السابقة كانت مؤقتة مهدت لتختم بالرسالة الجامعة، ولذا وجدنا الرسالات السابقة غير شاملة لضروب الحياة كما في الرسالة الخاتمة, لأنها كانت علاجات سريعة لتسديد أقدام البشرية على الصراط الذي سار عليه النبيون والصديقون والشهداء والصالحون .

 

- لا يقبل إسلام من إنسان ما إلا إذا خلع ما كان عليه والتزم بالإسلام بصيغته الخاتمة التي جاء بها محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد قال : "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وقد فصل العلماء في قضية الأمة، فقالوا كل أهل الأرض من النبي آدم أمته عليه الصلاة والسلام، ولكنها أمة دعوة، أو أرسل إليها ليدعوها، ومن أجاب دعوته صار من أمته، أي: أمة الإجابة .

 

- قد يطلق الدين على غير الإسلام، وقد جاء قوله تعالى :"لكم دينكم ولي دين" دالا على ذلك، فالخطاب لكفار مكة، ولكن الدين المقبول هو ما ذكرته آنفا "إن الدين عند الله الإسلام" أي :الدين المقبول عند الله تعالى .

 

- هناك رسالات متعددة أرسلها الله تعالى عبر مجموعة مصطفاة من الرسل عبر القرون، وكلها تصب في دين واحد هو الإسلام، ولذلك نقول : دين سماوي ولا نقول أديان سماوية، بناء على أن المنزل من الله تعالى هو دين الإسلام وحده، وهناك أديان أرضية من صنع البشر، وهي كثيرة بعدد الضلالات فوق هذه الأرض .

 

وربما وجدت نفسي مشيرا إلى كلمة "سماوي" على أنها ليست دقيقة إلا باعتبار أنها تخالف ما نبت من الأرض، أي: تشير إلى المصدر الذي نزلت منه الرسالة، وإلا فالدقيق أن نقول "دين إلهي" بيان إلى واضعه وهو الله تعالى . ولذلك عرف العلماء الدين "هو وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة" .

 

وبالرجوع إلى سؤالك المتشعب أجد نفسي أمام الجواب الذي سقته آنفا، وستجد فيه إن شاء الله ما يوضح لك المطلوب، وإلا فعبد الكريم على استعداد لأي استفسار إن كنت أدري جوابه فلا أقصر .. وختاما تحية طيبة لك أخي رأفت، رأف الله بك في الدنيا والآخرة وسدد خطاك على طريق الحق والخير والرشاد.