صيغة الصلاة على النبي + أسئلة متنوعة
تاريخ الإضافة : 2012-08-12 06:18:07
1- هناك ما يجول بخاطري من أفكار عديدة وكثيرة لكني متخوفة حتى من التفكر فيها وهل هو جائز أم لا -لكني سأكتبها لك وعسى أن يغفر الله لي لو كنت تماديت -هل الرسول عليه الصلاة والسلام كان لديه إماء ( جواري ) وهل كان يعاشرهم قبل الدعوة والإسلام - وعسى الله يسامحني لو أخطئت والرسول يسامحني لأني تماديت في حقه.

2- أيهما الأفضل والأكمل سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر - أم الصلاة على سيدنا محمد؟ ونسمع صيغا كثيرة عن الصلاة عليه هل هناك صيغة أفضل وأكمل من صيغة عليه أفضل الصلاة والسلام


ملاحظة شيخنا الجليل لماذا أنت متشدد في الفتاوى الاجتماعية نحن في زمن غير الزمن
وشكرا وجزاك الله كل خير؟


بسم الله الرحمن الرحيم

سيدتي الكريمة /..... حفظك الله ورعاك

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

 

أولاً: ما يتعلق بالخواطر التي تتردد في الصدر، منها ما يمكن القضاء عليه، كالخواطر الذي تنصب على مسألة الإماء، والقضاء عليها يتحقق عن طريق السؤال، وها أنت قد سألت وأجيب .

في كتب السيرة أنه كان لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- أربع سراري، مارية القبطية، وريحانة من بني قريظة ،وجميلة ،ونفيسة . فمارية أم ولده إبراهيم أهداها له المقوقس، وريحانة بنت زيد كانت في سبي بني قريظة فخيرها بين الإسلام ودينها فاختارت الإسلام، فأعتقها وتزوجها ودفع لها مهرا.

ولعل سطوة الخاطر في نفسك تأتت مما يتصل بهذه المسألة من تلويث فكري عبر كتابات المستشرقين أو المسلسلات، حيث يتحرك الخاطر صوب التوجه الجنسي الذي نبريء منه الرسول –صلى الله عليه وسلم- وإن كانت الشريعة لم تجرم التوجه نفسه، لأنه يؤدي وظيفة حيوية تمتد به الأجيال ويتصل وجودها، وإنما يجرم ما يتصل بتوظيفه توظيفا فيه عدوان على الأعراض كالزنى ...

ثم من درس حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم- الزوجية، ووقف على الحكمة من تعدد الزوجات، وعلم ما كان من شأن ليله الذاكر، وقيامه ساعات منه بين يدي الله تعالى، إذ كان قيام الليل في حقه فرضاً، ودرى ما كان من أمر زواجه من السيدة خديجة لما كان شابا، وبقي معها مدة خمسة وعشرين عاما إلى أن توفيت –رضي الله عنها- ، ولم تكن له زوجة أخرى مع شبابه، من درى ذلك وغيره علم أن هذه القضية بالنسبة له –صلى الله عليه وسلم- قضية دعوة، وعدد الزوجات مع كبر سنهن، وكونهن أرامل، لينتقل شأن البيت وأحكام الإسلام فيه، وما أكثر أحكامه إلى الناس عن طريق زوجاته، وكان القرب منه عن طريق الزواج مفخرة، وسعادة، وهو القائل : "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وهن رضي الله عنهن بمثابة شاهدات حق على عظمة الرسول داخل البيت، وكم من رجل لطيف خارج البيت، لكنه داخله أخشن من المبرد ، وكم من امرأة ضجت من زوجها ورأته عبئا لا يطاق، بخلاف أمهات المؤمنين فهن شاهدات على سمو أخلاقه عليه الصلاة والسلام ...

ثانياً: الأذكار والصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم مطلوبة شرعا، وتنوع المضامين يرجع إلى تنوع حاجات الذاكر، ولا يلغي مضمون مضمونا، ولا يسد مسده، والاحتياج إلى أمهات الأذكار الواردة تحتاجه النفوس والقلوب والأرواح أدوية وأغذية وأشفية، وكتاب الأذكار للنووي، وما جاء منها في رياض الصالحين، وما تناولته الكتب الموثوقة من أذكار وصيغ صلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- يؤخذ به ومنه، والتسبيح –مثلا- عقب الصلوات الفرائض لا تقوم الصلاة على النبي بديلا عنه، وأفضل صيغ الأذكار والصلوات والأدعية ما ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وإن كان في الأمر بحبوحة وسعة، والتلوين في الأذكار و الصلوات يبعث في النفس إقبالا وهمة ومتابعة للمعنى، لئلا تتبلد أمام التعود على حركة اللسان، والقلب غافل، وعليه فبيان الأذكار واسع، والمشروع فيها أولى من المصنوع وأدق، وأكثر تلبية لحاجة النفس من الذخائر ... وأختم بالصيغة القريبة من صيغ الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- وهي "اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم" ثم مع الحاجة إلى ما جاء من أذكار وصيغ لا نغفل أن المضامين المتعلقة بالله تعالى ذكرا أعلى فيما بينها، ونقطف من ثمراتها أكلا، وقد ورد :" سبحان الله تملأ الميزان"، وورد" أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله " ومثل هذا قضية الأدعية الجامعة المأثورة أو المصنوعة، فالمأثورة لا يفضل عليها دعاء مهما رق ،لأنها صياغة سيد العارفين بالله تعالى .

 

التعليق على ملاحظتكم ما مقياس التشدد في الأحكام كما ورد في السؤال؟ وما معيار الطراوة فيها ؟ أرجو أن يبين لي أبعاد التشدد ولو بحكم واحد، لأقيس عليه، أم أن الأمر يتعلق بحكم قيل لا يتفق مع ما تطلبه النفس، كالذي يسأل عن حكم النظر إلى النساء، أو إلى الرجال بشهوة، وأجيب بضرورة غض البصر، وأن العين تزني كما ورد في الحديث، أنعتبر هذا من التشدد إذا كان السائل مدمن نظر ؟! ومخلصا أرجو بيان مضمون التشدد لئلا يعلق بالذهن هذا المعنى "التشدد" فإذا بالأحكام تتلقى كلها على هذه الصفة، ولو قيل : الربا حرام، أو الكذب حرام، أو الخمر حرام، لقالوا متشدد، كل شيء عنده حرام ! مع أنه ليس كل شيء عنده حرام، ولكن المسؤول عنه كان من الحرام، ولو سئل عما أحل الله لما كان له أن يحرمه.