هل يمكن أن تنوي المرأة صيام أيام الست من شوّال (أو...
تاريخ الإضافة : 2012-08-12 06:25:11
هل يمكن أن تنوي المرأة صيام أيام الست من شوّال (أو غيرها من النوافل) قضاءاً لما ترتب عليها في رمضان أيضا؟



بسم الله الرحمن الرحيم

سيدتي الكريمة / .....

الحمد لله وكفى , وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

 

أسوق حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- بداية , وفيه –كما هو في مسلم- قال : "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" .

  • استحب صيام ستة من شوال أكثر العلماء , وذهب فريق إلى استحباب صيامها من أول الشهر متتابعة , أي: بعد يوم العيد , وآخرون: إلى أنه لا فرق بين أن يتابع صيامها، أو يفرّقه على الشهر كله , وقول ثالث : لا تصام عقب يوم الفطر , فإنها أيام أكل وشرب , ولكن يصام ثلاثة أيام قبل أيام البيض , وأيام البيض , أو بعدها , وأيام البيض هي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر , وأكثر العلماء على أنه لا يكره صيام ثاني يوم الفطر .
  • وما ذكرته يدل على أنّ من عليه قضاءٌ جاز له أن يصوم ستة من شوال قبل أن يقضي بناء على أن القضاء على التراخي , لا على الفور , فإذا كان القضاء على الفور لم يجز صيام الستة قبل القيام بالقضاء , والقضاء على التراخي لمن أفطر بعذر شرعي كالمسافر المترخص , والمريض , والحائض والنفساء , أما إذا أفطر تعدياً من غير عذر فعليه القضاء على الفور .
  • وصيغة الحديث "ثم أتبعه" يدل على أنّ الأولى أن يكمل صيام رمضان , ومن أفطر فيه ولم يقض الأيام التي أفطر فيها لا يكون مكملا لصيام رمضان , وعليه أن يتمّه بالقضاء متمماً به صيام الشهر , ومسارعة لإبراء الذمّة , لكن هذا كما قلت ليس على سبيل الوجوب .. ونية القضاء لا يدخل فيها نية استحباب صيام الستة من شوال , فإذا أراد المسلم أن يقضي في شوال قضى دون أن يكون مؤديا للمستحب من أيام شوال، فإذا قضى , وصام الستة من شوال في شوال بعد القضاء , أو قبله , يكون قد جمع بين الخيرين : المسارعة في إبراء الذمة مما لزمه من صيام أيام أفطرها , وثواب الستة , وأقام الحديث المساق بداية على وجهه "من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" هذا والله أعلم .