مامعنى اما بنعمة ربك فحدث؟
تاريخ الإضافة : 2012-08-12 06:55:21
مامعنى اما بنعمة ربك فحدث؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد

سيدي الفاضل أيا كان ! أعجبني هذا التخفي وإن لم يكن له أي مبرر

ان لم يكن ثمة حرج فذكر اسم السائل أولى لونا من ألوان التعارف التي حثتنا عليه الشريعة

وكم كنت أرجو أن تبدأ بالسلام تحية المسلمين فيما بينهم إلا إذا كنت تراه لا يجوز

ولو أنك –يا أخي الكريم- أحسنت طرح السؤال كما علمتنا السنة ، ومن حسن السؤال أن تقول ما معنى قوله تعالى :"وأما بنعمة ربك فحدث" لكان أليق بك وما قدمته يا سيد "أي كان" لا يمنعني من أن أجيبك ، وبارك الله لك حيث سألت ، وعلى أي صورة جاء السؤال ، فسؤالك طيب ، وعبد الكريم يستفيد منه ، وأقول : قوله –تعالى- :"وأما بنعمة ربك فحدث" يطرح الحقائق التالية :

التذكير بنعمة الله علينا ، وهي لا تحصى ، والتذكير بالنعمة لون من ألوان التحريض على الشكر ، والشكر قيد للنعمة ، وبلوغ لمقام الشكر عند الله تعالى ، الذي تكفل للشاكرين بالزيادة ، قال –تعالى- :"لئن شكرتم لأزيدنكم" .

يتطلب التذكير بالنعمة ، وهو عمل اللسان ، السعي لتوظيفها في الطاعة ، إذ شكر النعمة يقتضي وضعها في موضعها الشرعي .

هذا شكر اللسان ، إذ شكر النعمة باللسان اللهج بها ، وبالجنان شهودها من المنعم ، وبالأركان  العمل بها في طاعة الله تعالى .

استحضار النعم باستمرار التحدث بها يعني شهود فضل الله تعالى المتدفق علينا ، وبهذا تغيب قائمة ما قد يكون سلبيا من حياتنا ، وبهذا تتحقق الصحة النفسية التي ترهق باستحضار ما لا يتلاءم مع مطالب النفس ، الذي يدخل في ضيق الصدر ، والاكتئاب .

من المعاني أن الله تعالى إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثرها عليه .

من المعاني في الآية أن "النعمة" النبوة ، والتحديث بها يتمثل في الدعوة ، وأن النعمة "القرآن" وحديثه به بتبليغه إياه .

إذا أصبت خيرا أو عملت خيرا فحدث به الثقة من إخوانك ، وهذا المعنى قاله الحسن البصري وهنا يتطلب التحدث بالعمل إخلاصا وإلا فهو من فصيلة الرياء ، وقد روى أيوب قال : دخلت على أبي رجاء العطادري فقال : لقد رزق الله البارحة خيرا ، صليت كذا وسبحت كذا !!!

فقال له : فاحتملت ذلك لأبي رجاء .

من الحديث بالنعمة إظهارها بالملبس والمركب .

التحدث بنعم الله على المتحدث يسوغ لا سبيل الفخر ، بل على جهة الاعتراف بالنعمة والشكر للمنعم ، وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنا سيد ولد آدم ولا فخر ...

ويلحق بهذا إن كان التحدث بالنعمة يورث كيدا للمتحدث جاز له أن يكتمها " قال تعالى بشأن يوسف –عليه السلام- إذ قال له أبوه يعقوب –عليه السلام- :"لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" علما أنها رؤيا ، وهي رؤيا حق ، تجسد المستقبل الذي ينتظر يوسف –عليه السلام- .

سيدي أيا كان هذا بعض ما عن بالبال  جوابا  لك عن السؤال ، وبارك الله فيك .