خطيبي لا يريد ان يعمل حفلة زفاف وانا أريد أفرح فأنا...
تاريخ الإضافة : 2012-08-30 09:51:38
خطيبي لا يريد ان يعمل حفلة زفاف وانا أريد أفرح فأنا أتزوج لأول مرة وأريد أن تفرح عائلتي بي فهل الإحتفال بالزواج حرام؟

أولا : بالنسبة للسؤال عن أحكام العرس فإليك ما قرره الفقهاء في هذا الشأن ، فإن كان خطيبك ملتزما بأحكام الشريعة فسيأخذ بما ورد ، وبما تقررفقها ، وإلا فهذه مشكلته ، وأما ما يتعق بالحال التي سألت عنها تجاه الآخرين ، فهذه تتطلب مع العلم مجاهدة النفس ، لنكون على أحسن حال مما ندخل به في ميادين الرضى ، وهنا نتذكر أن الله تعالى هو الذي يعطي ويمنع ، وأن العطاء والمنع في هذه الدنيا لا يخرجان عن مسألة الاختبار العام الذي جاء في مثل قوله تعالى " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " وعليه كل ما يقع عليه بصرنا نرده إلى الله عطاء ، والمستحسن منه نلهج بين يديه بقوله- تعالى- كما علمنا على لسان صاحب صاحب الجنتين " ولو لا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ونجاهد النفس على هذا المشرب الصافي ، ومن أقبل على الله أقبل الله عليه من فضله ، وأوصي بكثرة الذكر ، لأنه مفتاح كل خير ،وشعار الصالحين ، وإليك ما يتعلق بأحكام العرس عَنْ سَهْلِ بْنِ ابِي حَثْمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ ? قَالَتْ:(( كَانَتْ فِى حِجْرِى جَارِيَةٌ مِنَ الانْصَارِ فَزَوَّجْتُهَا . قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ ? يَوْمَ عُرْسِهَا فَلَمْ يَسْمَعْ لَعِبا . فَقال : يَا عَائِشَةُ انَّ هَذَا الْحَىَّ مِنَ الانْصَارِ يُحِبُّونَ كَذَا وَكَذَا.)).أخرجه أحمد 6/269 .عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ(( انَّهَا زَفَّتِ امْرَاةً الَى رَجُلٍ مِنَ الانْصَارِ ، فَقَالَ نَبِىُّ اللَّهِ ? : يَا عَائِشَةُ ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ ، فَانَّ الانْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ.)).أخرجه البخاري 7/ 28 وفي رواية بلفظ : ( فقال : فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني ؟ قلت : ماذا تقول ؟ قال : تقول : أتيناكم أتيناكم... فحيونا نحييكم... لولا الذهب الأحم ر ما حلت بواديكم... لولا الحنطة السمرا ء ما سمنت عذاريكم

وعن عائشة- رضي الله عنها-  أيضا : ( أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع ناسا يغنون في عرس وهم يقولون : وأهدي لها أكبش يبحبحن في المربد... رواه الطبراني كما في " زوائده وسكت عليه في " الفتح " وفي رواية : يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو؟".أخرجه البخاري 9/184 - 185 والحاكم 2/184 وعنه البيهقي 7/288. وفي السنن: «هلاَّ بعثتم معها من يغني» وحديث : » فصل ما بين الحلال والحرام الدّفّ ، والصّوت . 

حكم الزفاف كما في الموسوعة الفقهية :

44 - الزفاف إهداء المرأة إلى زوجها، أي نقل العروس من بيت أبويها إلى بيت زوجها، قال ابن عابدين والمراد به اجتماع النساء لذلك، لأنه لازم له عرفا.

ونص الحنفية - في المختار عندهم - على أن الزفاف إذا لم يشتمل على مفسدة دينية فإنه يجوز ولا يكره.قال الكمال اختلفوا في كراهة الزفاف، والمختار أنه لا يكره إذا لم يشتمل على مفسدة دينية، وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( "أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف " ).وعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :((أَنْكَحَتْ عَائِشَةُ ذَاتَ قَرَابَةٍ لَهَا مِنَ الأَنْصَارِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَهْدَيْتُمُ الْفَتَاةَ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّى قَالَتْ لاَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ الأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ فَلَوْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ.)).

أخرجه ابن ماجة (1900) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، أنبأنا جعفر بن عَوْن ، أنبأنا الأجلح ، عن أبي الزبير ، فذكره.

هذا ،وقرر العلماء أنه يجوز ضرب الدّفّ لعرس وختان وعيد ممّا هو سبب لإظهار الفرح ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » أعلنوا هذا النّكاح ، واجعلوه في المساجد ، واضربوا عليه الدّفوف « .

وقالوا:وَيُسَنُّ إِعْلاَنُ النِّكَاحِ، وَالدُّفُّ فِيهِ لِلنِّسَاءِ. وقال الفقهاء المراد بالدف ما لا جلاجل له ، وقولهم: «للنساء» ظاهره أنه لا يسن للرجال، لكن قال في الفروع: وظاهر الأخبار، ونص الإمام أحمد أنه لا فرق بين النساء والرجال، وأن الدف فيه للرجال كما هو للنساء؛ لأن الحديث عام: «أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال» أي الدف، ولما فيه من الإعلان، وإن كان الغالب أن الذي يفعل ذلك النساء، والذين قالوا بتخصيصه بالنساء وكرهوه للرجال، يقولون: لأن ضرب الرجال بالدف تشبه بالنساء؛ لأنه من خصائص النساء، وهذا يعني أن المسألة راجعة للعرف، فإذا كان ويعلن بوسائل الإعلان المعروفة، منها مثلاً الدف، وإذا جرت العادة بأنه يُضرب بالدف من قبل الرجال والنساء فلا كراهة؛ لأن المقصود الإعلان، وإعلان النكاح بدف الرجال أبلغ من إعلانه بدف النساء؛ لأن النساء إذا دففن فإنما يدففن في موضع مغلق، حتى لا تظهر أصواتهن، والرجال يدفون في موضع واضح بارز، فهو أبلغ في الإعلان، وهذا ظاهر نص الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وكلامِ الأصحاب حتى «المنتهى» الذي هو عمدة المتأخرين في مذهب الإمام أحمد، ظاهره العموم وأنه لا فرق بين الرجال والنساء في مسألة الدف. ومنها ما كان يفعل في الزمن الأول لما لم تكن أنوار كهرباء،كان يمشي الزوج من بيته إلى بيت الزوجة ومعه أنوار مصابيح ، فهذا يدل على أنه يسن الدف وأن يصحبه غناء أيضاً، ولكنه الغناء النزيه الطيب المنبئ عن السرور والبهجة، مثل: «أتيناكم أتيناكم فحيَّانا وحيَّاكم»  المذكور، وما أشبه ذلك من الكلمات الترحيبية الطيبة، أما الأغاني الماجنة فلا يجوز.،وهناك آلات عزف أخرى كالمزامير، والطنابير، والرباب، وما أشبهها، وهذه لا تجوز بأي حال من الأحوال لحديث أبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف»